خلفية :
تم ترتيب الرحلة بغرض
مساعدة شركة أفلام أمريكية مستقلة تقوم بتوثيق الثورة السورية . ودعينا أنا
وخولة ابراهيم كمستشارين ولاجراء لقاءات . ,وأثناء قيام فريق الفيلم
باجراء جولات أتيحت لنا أنا وخولة مساحة كبيرة من الوقت وفرصة للالتقاء
بنشطاء سوريين مهمين واجراء مقابلات .
شملت
الرحلة زيارات لأنقرة وأنتاكيا واسطنبول وأجرينا لقاءات مع ضباط في الجيش
السوري الحر في أنطاكيا وكذلك قادة الثورة ونشطاء سياسيين من سوريا . وجاء
الأخيرين لمقابلتنا بشكل خاص فخولة كانت شخصية معروفة لديهم لأنها كانت علي
اتصال بهم طوال العام الماضي .
والتقينا
عدد من المراسلين الاجانب الذين يغطون الثورة السورية في أنطاليا ومسؤلين
غربيين موجودين في أنقرة . وعند نهاية الزيارة أصبحت تلك اللقاءات بمثابة
فرصة طيبة لنشارك بانطباعاتنا عن الناس الذين التقينا بهم والتطورات
الجارية .
الانطباعات العامة
الوقائع اليومية
ارتفع
متوسط الحصيلة اليومية للقتلي في سوريا الي 200 شهيد معظمهم مدنيين بمن
فيهم الاطفال . وتحصد المزابح في أماكن معينة خصوصا ضواحي دمشق حياة 50 من
السكان المحليين بشكل روتيني .وفي الخامس والعشرين من اغسطس حصدت احدي
المزابح الشنيعة التي ارتكبت في احدي ضواحي دمشق حياة 510 شخصا حسب اخر
الاحصاءات وحتي تاريخ كتابة هذا التقرير لا يزال يتعثر سكان الضاحية في
الجثث الجديدة في الأدوار السفلي من العمارات وفي الحقول .
عمليات الاعدام الفورية علي يد المليشيات المؤيدة للاسد التي تعمل في المناطق والضواحي التي تعاني من الاضطرابات تقع بشكل يومي وتبدو جزءا من عملية منظمة لاخضاع الثوار واحداث الوقيعة بينهم وبين السكان المحليين . ورغم توجيه بعض الدوائر المحلية اللوم الي الجيش السوري الحر وتكتيكاته من وقت لاخر الا أن هذه الخطة قد تأتي بنتائج عكسية . فمع زيادة المشاعر الطائفية ومع ظهور مزيد من الناس الناقمين علي ميليشيات النظام ومناصريه في المشهد ,هناك مزيد من كتائب الجيش الحر في طريقها الي التشكل ولكنها تنتظر المزيد من الاسلحة حتي يبدأوا في القيام بعمليات جادة . هذه الجماعات الجديدة ستصبح أكثر طائفية من ناحية طبيعتها وعقيدتها .
أصبح قصف المدن والبلدات بالطائرات المروحية والطائرات المقاتلة أمرا شائعا الان في جميع أنحاء سوريا . ولم يتم استهداف كل المدن والبلدات الرئيسية ومنها حلب ودمشق . ولكن نظرا لتدفق المزيد من الاسلحة المتقدمة في الفترة الأخيرة وان كان محدودا أصبح الثوار علي مستوي التحدي . فخلال الأسبوعين الماضيين تمكنوا من اسقاط العديد من الطائرات المروحية وطائرتان مروحيتان . والأهم من هذا كله هو الخطوة الاخيرة بالهجوم علي المطارات العسكرية والذي بدأ بمحافظة ادلب بالهجوم علي مطار أبو الزهور وتفتناز حيث تم تدمير بعض الطائرات . ومع ذلك لا يزال قصف المدن والبلدات في المناطق المضطربة مستمرا . وفي الوقت نفسه، لا تزال صواريخ ستينغر و نظم الدفاع الجوي المحمولة التي كانت قد أرسلت إلى المتمردين مكدسة في المستودعات التي تسيطر عليها السلطات التركية..
عمليات الاعدام الفورية علي يد المليشيات المؤيدة للاسد التي تعمل في المناطق والضواحي التي تعاني من الاضطرابات تقع بشكل يومي وتبدو جزءا من عملية منظمة لاخضاع الثوار واحداث الوقيعة بينهم وبين السكان المحليين . ورغم توجيه بعض الدوائر المحلية اللوم الي الجيش السوري الحر وتكتيكاته من وقت لاخر الا أن هذه الخطة قد تأتي بنتائج عكسية . فمع زيادة المشاعر الطائفية ومع ظهور مزيد من الناس الناقمين علي ميليشيات النظام ومناصريه في المشهد ,هناك مزيد من كتائب الجيش الحر في طريقها الي التشكل ولكنها تنتظر المزيد من الاسلحة حتي يبدأوا في القيام بعمليات جادة . هذه الجماعات الجديدة ستصبح أكثر طائفية من ناحية طبيعتها وعقيدتها .
أصبح قصف المدن والبلدات بالطائرات المروحية والطائرات المقاتلة أمرا شائعا الان في جميع أنحاء سوريا . ولم يتم استهداف كل المدن والبلدات الرئيسية ومنها حلب ودمشق . ولكن نظرا لتدفق المزيد من الاسلحة المتقدمة في الفترة الأخيرة وان كان محدودا أصبح الثوار علي مستوي التحدي . فخلال الأسبوعين الماضيين تمكنوا من اسقاط العديد من الطائرات المروحية وطائرتان مروحيتان . والأهم من هذا كله هو الخطوة الاخيرة بالهجوم علي المطارات العسكرية والذي بدأ بمحافظة ادلب بالهجوم علي مطار أبو الزهور وتفتناز حيث تم تدمير بعض الطائرات . ومع ذلك لا يزال قصف المدن والبلدات في المناطق المضطربة مستمرا . وفي الوقت نفسه، لا تزال صواريخ ستينغر و نظم الدفاع الجوي المحمولة التي كانت قد أرسلت إلى المتمردين مكدسة في المستودعات التي تسيطر عليها السلطات التركية..
حالة المعارضة في الداخل
منذ شهور
مضت كانت جماعات الثوار تعتمد علي نفسها في تدبير الاسلحو والامدادات .
الموقف تغير منذ ستة شهور مع انشاء غرفة عمليات خاصة تركية قطرية سعودية
تشرف علي الاسلحة التي تتدفق علي الثوار . ومع ذلك وخلال الاسابيع القليلة
الأخيرة تغير الموقف مرة اخري . حيث أدي النزاع الذي ورد بين المسؤلين
القطريين والسعوديين الي وضع نهاية للتعاون الثلاثي حيث تعمل قطر والسعودية
بشكل منفرد وان ظل تحت اشراف تركيا . . تفاصيل الخلاف غير واضحة ويبدو أن
الاخوان المسلمين ودورهم يقع في صلب هذا الخلاف . ومهمة غرف التحكم
الأساسية هي الاشراف علي توزيع الاسلحة والامدادات . ونظرا للدعم الذي
يلقاه الاخوان المسلمين من قطر وتركيا يفضل الاخوان المسلمين السيطرة علي
العملية برمتها مما سيؤدي الي عدم حصول بعض الجماعات علي الدعم بما فيها
أكبرو أكثر الوحدات المقاتلة فعالية علي الأرض ولكنها ستمنح الاخوان
المسلمين القدرة علي التحكم في العمليات العسكرية لتتطابق مع قدرتها علي
استغلال العملية السياسية علي مشهد المعارضة في الخارج . . وحتي تاريخه لا
توافق الجماعات الثورية الكبري علي اتباع أجندة اسلامية صارمة بغض النظر
من سيتولي الادارة سواء الجماعات السلفية او الاخوان المسلمين . هذه
الجماعات تعتمد بشكل كامل علي الدعم القادم من غرفة العمليات وعلي ما
يتمكنوا من توفيره من داخل سوريا . سيطرة الاخوان المسلمين اما أن تقضي
عليهم أو تدفعهم الي الدخول في تحالف هش لن يبقي طويلا وسيزيد من العداء
المشترك . وفي محاولة لاسترضاء جميع الاطراف تبدو السلطات التركية عازمة
علي السماح لكل طرف بادارة شبكة الامدادات الخاصة به . ولذلك ستواصل
السعودية دعم غرفتها وقطر ستدعم الاخوان المسلمين والسلفيين سيحصلون علي
الدعم من كلا الطرفين بينما يواصلون الاحتفاظ بداعميهم المستقلين من جميع
انحاء العالم . . ومع ذلك لا تزال غرفة العمليات الرئيسية هي الغرفة التي
تلقي دعما من السعودية .
الطريقة
التي كانت تدار بها العمليات في البداية تبين أن الخبراء العسكريين
والمخابراتيين الاتراك والسعوديين والقطريين لم يشاركوا في تقديم المشورة
في العمليات . وتشير التطورات الاخيرة علي الأرض أن هذا يتغير الان رغم
أنه لم يتضح بعد من يقدم المشورة . ومع ذلك لا يزال هناك كثير من الارتجال
في عملية اتخاز الثوار للقرارات . ففي الفترة الأخيرة عقب استيلاء الثوار
علي قاعدة صواريخ قرب دمشق قام أحد المنتمين لغرفة العمليات القديمة بتشجيع
الثوار علي الادعاء أن بعض الصواريخ كانت تحوي رؤسا كيماوية علي أمل أن
يظهروا للامريكيين أن الخط الاحمر الذي وضعوه تم تحديه . وبالطبع كان هذا
الادعاء سخيفا . وأصدر الجيش السوري الحر بيانا يكذب فيه هذا الادعاء . لكن
الضرر قد وقع . ولا يزال المعارضة تعاني من نقص مشورة الخبراء في كل جهد
يبزلونه .
يكتسب قادة جماعات الثوار المحليين سمات وخصائص أمراء الحرب بشكل سريع علي الرغم من نواياهم . فالعجز الدولي هو المحرك الأساسي لروح الانحطاط التي ستدفع بالثوار الي التحول الي أمراء حروب وهو ما يظهر في عدم الثقة في جماعات المعارضة الموجودة وتنامي الانشقاق بداخلهم . وخلال لقاءاتي المتفرقة كان قادة الثوار المختلفين يعبرون عن نفس الفكرة : لن نتخلي عن أسلحتنا وسنواصل حياتنا العادية الا اذا تسلمت حكومة منتخبة ديمقراطيا نثق بها مقاليد الأمور . ويشددون علي مسألة الثقة التي تظل منقوصة . الكثير منهم تركوا لدينا انطباعا أنهم يتوقعون أن يشاركوا في الحكم في المستقبل حتي ولو علي المستوي المحلي . وليس عجيبا ولا غير مشروع أن يتولد لدي هؤلاء هذه الطموحات ولكن في غياب عملية سياسية تضم هذه الشخصيات فان هذه الطموحات والتوقعات ستمهد الطريق لحدوث مواجهات وصراعات داخلية في النهاية .وهناك مؤشرات علي ذلك بدأت تظهر علي الأرض بالفعل .
أصبح الخلاف بين الجماعات الاسلامية التي تنادي علنا أو سرا باقامة دولة اسلامية وجماعات الثوار الأخري الذين يمثلون أغلبية الثوار الذين لا يزالون متمسكين بمفهوم الدولة المدنية الأكثر شمولية الان أكبر من أي وقت مضي حيث يتنافس الجانبات صراحة علي الاستحواز والسيطرة علي الدعم اللوجيستي الهزيل الذي يأتي عن طريق الحدود التركية أو العراقية وأحيانا اللبنانية والاردنية . ومع ذلك كانت ترد أنباء عن عمليات خطف للامدادات موجهة لجماعات أخري . وماذالت المنافسة بين الجماعات في غالبيتها ذات طبيعة سلمية ومقصورة علي المكائد خلف الابواب المغلقة . وهناك احتمال ألا يدوم ذلك طويلا في ظل وجود جماعات تواصل التنافس علي الامدادات والمناطق والمجد وجماعات أخري تنسب لنفسها نفس العمليات .
وتتجلي المنافسة أيضا في محاولات خطف مبادرات أطلقتها أطراف اخري في المعارضة أو المجتمع الدولي ككل . أحدث مثال علي ذلك هو مصير السفينة الليبية بنغازي الخير التي تحمل امدادات بشرية تقدر بملايين الدولارات لتوزيعها علي مناطق الثوار . وورد أن الاخوان المسلمين سعوا الي الاستيلاء علي الشحنة بكاملها ولكن رئيس الوفد الليبي رفض التعاون معهم وطالب حكومته بالتدخل مع السلطات التركية . وبعد أن ظلت عالقة لاسابيع في المياه الاقليمية تم حل الخلاف في أوائل شهر سبتمر وأخيرا تم الافراج عن الامدادات واعادتها الي الليبيين الذين سمح لهم بالاشراف علي عملية التوزيع بانفسهم .
تمكنت جماعات الاخوان المسلمين والسلفيين من السيطرة علي التغطية الاعلامية للثورة السورية في أغلب القنوات الاعلامية العربية من خلال المتعاطفين معهم ممن يعملون في تلك القنوات ومن خلال القنوات الاقل حجما والتي تديرها المعارضة . واستخدموا أيضا احتياطات مالية أكبر للسيطرة علي أغلب الفرق الاعلامية التي تعمل داخل سوريا بغض النظر عن الايدولوجيات الحقيقية للاعضاء المؤسسين . وقد سمح هذا أن تظهر تلك الجماعات اكثر تأثيرا ونفوزا علي العمليات علي الأرض اكثر بكثير من حجمها الحقيقي علي الاقل في هذه المرحلة . والحقيقة هي أن الجماعات الاسلامية وخصوصا المنتمين للاخوان المسلمين لا يزالوا هم الاصغر حجما في المشهد الثوري وان كانوا أكثر تنظيما . ويبدو أن الاسلاميين هم المستفيدين الحقيقيين من جر رجل المجتمع الدولي للتدخل في سوريا .
لم يغب عن أنظار قادة الثوار احتمالية نشوء امراء للحرب مما يجعلهم في سعي دائم نحو مزيد من التماسك والتنسيق .فالتطورات الاخيرة كانت شديدة الأثر بشكل خاص . ففي ادلب ومناطق اخري في حمص وحماة وحلب اجتمعت غالبية الجماعات المقاتلة تحت راية كتائب ووحدات شهداء سوريا بصرف النظر عن ايديولوجياتها .الشخصية الرئيسية التي كانت وراء هذا التطور هو عكا ابو خالد وهو رجل متدين ومتزوج من ثلاثة نساء فتعدد الزوجات شائع في المناطق الريفية في كل انحاء سوريا . أبو خالد يتمسك بالقيم التقليدية التي هي خليط من الاسلام والاعراف الريفية بدون ايدولوجية سياسية . ونظرا لغياب أي بنية عملياتية أو سياسية أو قضائية في منطقته في جبل الزاوية فهو يعتمد كما ورد الينا علي الشريعة ولكنه ماذال يرغب في ترك تلك الامور تقررها حكومة محلية عندما يتم انشاءها .أبو خالد لا يطالب بانشاء دولة اسلامية ويشعر بالقلق من الجماعات السلفية ويكره الاخوان المسلمين ولكن في الشئون الخاصة بالعمليات يتعاون مع الجميع . تحتوي كتائب شهداء سوريا حاليا علي 450000 مقاتل ولكن ليس كل جماعات الثوار ترغب في الانضمام لكتائب شهداء سوريا فالكثير منها وخصوصا زوي الميول الاسلامية مثل الفاروق وفاروق الشمال اختارت أن تجتمع تحت راية ائتلاف مختلف أصطلح علي تسميته مؤقتا الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا بقيادة أحمد أبو عيسي المنافس لأبو خالد في جبل الزاوية والذي تردد أنه يعتمد علي الشريعة لحل النزاعات ولكنه ينوي ترك هذه الامور تقررها الحكومة لو تشكلت حكومة محلية .وأبو خالد ليس من المطالبين باقامة دولة اسلامية ويشعر بالقلق من الجماعات السلفية ويكره الاخوان المسلمين .لكنه يتعاون مع الجميع في شؤن العمليات العسكرية . وتضم كتائب شهداء سوريا في الوقت الحالي حوالي 45000 مقاتل . وليس كل جماعات الثوار ترغب في الانضمام الي كتائب شهداء سوريا فالكثير منها خصوصا ذات الميول الاسلامية مثل الفاروق وفاروق الشام اختاروا التجمع تحت ائتلاف مختلف أطلق عليه مؤقتا الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا بقيادة أحمد أبو عيسي منافس أبو خالد في جبل الزاوية . وحتي وقت قريب كان أبو عيسي يقود كتائب صقور الشام التي تقوم بأغلب عملياتها في جبل الزاوية .وفي أثناء الفترة التي تم فيها الاعلان عن الائتلاف في 10 سبتمبر تحول الائتلاف الي جبهة تحرير سوريا . وانضمت اليها كتائب الفاروق (حمص و حماة ) وجماعة انصار الاسلام ( دمشق والضواحي ) والمجلس الثوري لدير الزور في 3 سبتمبر وأعلنت جماعة من ضباط الجيش السوري الحر عن تشكيل الجيش السوري الوطني في مدينة أنطاكيا التركية كبديل للجيش السوري الحر علي أمل توحيد كل الجماعات. ووردت تقارير أولية أن مجموعات الثوار في درعا ومجموعات قليلة في اللازقية ودمشق هرعت للانضمام اليه . ويزعم البعض أيضا أن لواء التوحيد الذي يعمل في مدينة حلب والمناطق الريفية في الشمال انضموا أيضا الي الجيش السوري الوطني . ولكن هناك بعض الضباط في أنطاكيا يقولون أن هذه التقارير ليست دقيقة وأنه في هذه المرحلة لم تؤكدا أي جماعة استعدادها رسميا الانضمام للمجلس العسكري الثوري في حلب وهو الجبهة المحلية التي كما يتضح من جناحها السياسي يطلق عليها الاخوان المسلمين المجلس الانتقالي المؤقت الذي يضم شخصيات من أمثال حمزة رمضان وغسان النجار . ويقول الضباط أن الهدف الرئيسي من الجيش السوري الوطني هو توفير بنية القيادة للمستقبل وأنه في هذه المرحلة ولأغراض عملياتية ستكون عملية اتخاز القرارات من شأن قادة الثوار الموجودين علي الارض . ويبدو أن المقصود من هذه الخطوة الانقلاب علي قادة الجيش السوري الحر في أنطاكيا أكثر منها خطوة حقيقية لتوحيد الجيش .وبمعني اخر الجيش السوري الوطني ما هو الا علامة تجارية اخري تبحث عن المستثمرين والزبائن لا اكثر ولا أقل . الجيش الوطني السوري يقوده العميد محمد حسين الحاج علي من درعا .وهناك جماعة رئيسية اخري تقوم بعمليات في سوريا تسمي لواء الفاروق يديدرها شاب انشق عن الجيش السوري يسمي عبد الرزاق طلاس الذي يتلقي توجيهات من وراء الستار من الشيخ السلفي أمجد بيطار . وانضم لواء الفاروق الي جبهة تحرير سوريا التي أعلن عنها مؤخرا . أما بالنسبة لألوية التوحيد فتوجهها السلفي معروف للجميع أما تمويلهم فيأتي من الاخوان المسلمين والمتعاطفين معهم في الخليج . ويقودها أربعة رجال هم عبد العزيز سلامة وعكا حاج عدنان نسبة الي موطنه الاصلي في شمال محافظة حلب وزوي التوجه السلفي الاكثر تشددا عبد القادر صالح وعكا حاج مرعي أيضا نسبة الي موطنه الاصلي في شمال محافظة حلب . وهناك قادة اخرين للواء التوحيد تشمل حاج طال رفعت وعكا أبو توفيق وحاج عزاز وعكا عمار الداديخي ( سنتطرق الي عكا عمار فيما بعد ) . وفي دير الزور ودرعا ودمشق والساحل لا يزال الثوار يقومون بعمليات في وحدات صغيرة لوجود أسباب تجعلها غير قادرة علي التجمع في جماعات أكبر بالرغم من أن جماعة أنصار الاسلام المرتبطة بالاخوان المسلمين ليست هي الجماعة الأكبر بين الجماعات الأخري . ويبدو علي الارض أن هناك اختلافات اقليمية وايدولوجية في ظل وجود شخصيات لأشخاص معينين يلعبون دورا رئيسيا في تشكيل المشهد .كل المحاولات الجارية في هذه المرحلة من أجل التوحد علي أمل تجنب نشأة أمراء الحرب تساهم في هذه الظاهرة عن طريق تركيز السلطة في أيدي جماعات قليلة محددة .
كان قادة جماعات الثوار الأكبر حجما قادرة علي توفير قدر من الأمن في المناطق التي يسيطرون عليها ولكنهم فشلوا حتي الان في توفير هياكل صارمة لادارة تلك المناطق , عدا عن الدعم الرمزي الذي بدأه النشطاء المدنيين لضمان توفر الخدمات . وفي نفس الوقت وكما ذكرنا أعلاه حتي القادة الغير اسلاميين يميلون الي التراجع عن جعل الشريعة المصدر الرئيسي للقانون عند التعامل مع المخبرين المحليين ومثيري المشاكل والأسري نظرا لعدم الالمام بالقانون المدني وعدم القدرة علي تجنيد قضاة محليين .
الفجوة التي تفصل بين الاسلاميين وغير الاسلاميين ليست الوحيدة التي تتسع . الفجوة بين المنشقين وقادة جماعات الثوار المدنيين المحليين تتزايد باستمرار . فنظرا لأن أغلب المنشقين من زوي المناصب العالية اختاروا تأمين مخيمات الاجئين في تركيا ونظرا لأن معظمهم لم يقدم الا القليل من الدعم اللوجيستي لمجتمعاتهم فان تأثيرهم في مجريات الاحداث علي الارض يظل محدودا وصار هناك تشكيك في صورتهم وشرعيتهم . ويواصل القادة المدنيين عدم الثقة في ضباط الجيش وغالبا لا يصغون الي نصائحهم حتي في العمليات العسكرية . وبعض قادة الثوار لديهم قليل من هؤلاء الضباط تحت قيادتهم ويرغبون في عودة الضباط من أنطاكيا في تركيا الي سوريا والانضمام الي جماعاتهم كمستشارين . لكن جزءا كبيرا من ضباط الجيش لديهم قدر قليل من التقدير للخبرات الميدانية التي اكتسبها القادة المدنيين ولا قبلون أن يشرف عليهم قادة مدنيين . في حال وجود هيكل قيادة جديد يجب أن يضم شخصيات من كلا الجانبين ويعمل بالتنسيق مع النشطاء السياسيين ونخبة من شخصيات المعارضة المستقرة لكي يكتسب أي شرعية أو أهمية .
الاسلاميين : الاخوان المسلمين : تقوم الجماعات المنتمية الي السلفيين والاخوان المسلمين داخل سوريا وفي المنفي بتنفيذ أنشطتهم بحماس وايمان متوقع من أشخاص يؤمنون أنه قد حانت أخيرا اللحظة المواتية لهم . ومنذ بداية الثورة واستفادتهم من علاقتهم الطيبة مع السلطات التركية كان الاخوان المسلمين منشغلين بانفاق الاموال والابتزاز والخداع لتشق ليصبح لها شأن في الثورة . وفي عدة جوانب بدا أن الدروس التي استخلصها الاخوان المسلمين من التاريخ هي تقليد أساليب حافظ الأسد في السيطرة علي المشهد السياسي في البلاد . هذه الاساليب تشمل : اختراق كل الحركات الثورية والسياسية والسيطرة علي كل مبادرة انسانية أو مدنية وقدرتها علي الوصول الي وسائل الاعلام . فلا عجب اذن أن يذكرنا المجلس الوطني السوري بالجبهة الوطنية التقدمية التي أنشأها حافظ الاسد وحافظ عليها بشار واعتاد أن يحكم سوريا رسميا بينما يدعي كزبا التزامه بالتعددية السياسية والانفتاح السياسي بينما كان حزب البعث وقبيلة الأسد يتلاعبون بعملية صنع القرارات . ويوجد في الاخوان المسلمين الكثيرين من زوي الاتجاهات السلفية في قاعدتها الأكبر . لذلك فهي تحاول عن طريق استرضاء السلفيين أن تصبح مظلة لأغلب الجماعات الاسلامية في سوريا . وبالطبع يوفر الاخوان المسلمين الدعم لكثير من جماعات الثوار زوي التوجهات السلفية بمن فيهم التوحيد (حلب) والفاروق ( حمص وحماة ) وأنصار الاسلام (دمشق) ولكن هذا لا يترجم بالضرورة الي الولاء السياسي علي الأقل علي المدي الطويل . والحقيقة في هذه المرحلة من الصعب تحديد من يتلاعب بمن في التفاعلات الجارية بين الاخوان والسلفيين .وعلي الجانب الاخر لم تتعطف جماعة الاخوان المسلمين لتمنح المساعدات للجماعات التي ترفض اعتناق الأجندة الاسلامية رغم انضوائها تحت راية المجلس الوطني السوري . وهذا يبدد أي مزاعم أن الاخوان سيحترمون التزامهم باقامة دولة مدنية . والحقيقة أن رغم كل التصريحات العلنية للاخوان بالتزامهم بالدولة المدنية بدأ يبرز التزام الاخوان المسلمين في سوريا باقامة دولة اسلامية أكثر من أي فرع من فروع الاخوان في المنطقة . وعلاوة علي ذلك وبالاضافة الي كونهم لا يلقون قبولا من أغلب الأطراف علي الارض تعطلت خطط الاخوان بسبب الانشقاقات الداخلية علي مستوي المناطق ( خصوصا بين جماعات حلب وحماة ) وعلي المستوي الايديولوجي ( أتباع سيد قطب والسلفيين ) وبين الاجيال المختلفة داخل الجماعة . والحقيقة أن صعود جيل الشباب داخل الاخوان المسلمين بدأوا يعبرون عن استيائهم من حيل الحرس القديم داخل الاخوان ومن حيلهم الخفية وانعدام الشفافية في عملية اتخاز القرارات .
الاسلاميين : الجماعات السلفية : لا عجب أن قادة الثوار أظهروا درجة كبيرة من عدم الثقة في الاخوان وأجندتهم ويفضلون التعامل مع الجماعات السلفية . فبالرغم من كل دعوات السلفيين باقامة دولة اسلامية يبدون أكثر تقبلا لفكرة أن أقصي ما يمكن أن يحصلوا عليه في هذه المرحلة هو انشاء مناطق سلفية بمعني اقامة مناطق انتخابية خاصة بالسلفيين . وربما تقبل الجماعات السلفية تلقي التمويل من الاخوان لكن التزامها بالاجندة الاخوانية وكما ذكرت من قبل غير واضحة علي أقل تقدير . وقد برز قادة الجماعات السلفية من بين جموع الشعب ولم تأتي من أوساط السوريين في الخارج لذا فهم يشعرون بأن لهم جزور في المجتمعات المحلية وأنهم أكثر تناغما مع واقع وطموحات المجتمع المحلي . وقد يكون السلفيين كانوا قد استلهموا أفكارهم في البداية من دول الخليج الا أن الافكار لا تعترف بالحدود وقد أصبحوا منذ فترة طويلة ظاهرة محلية تمثل رغبات وطموحات سكان المناطق والمدن في كل انحاء سوريا .
*الأقليات الدينية : بالنسبة للحديث عن الاتجاه المناهض للثورة في أوساط العلويين والمسيحيين هناك الكثير من العلويين والمسيحيين المشاركين في الثورة كنشطاء سياسيين وكثوار . ويعتبر توجههم الأساسي للعمل مع مختلف الجماعات السياسية والثورية مؤشرا علي التحالفات المستقبلية وطبيعة التحركات علي الارض . معظم العلويين والمسيحيين يقاتلون في وحدات أصغر لها ميول علمانية مثل الوحدة 111 ومقرها مدينة بداما بمحافظة ادلب . ولكن حينما يتعلق الأمر بالاختيار بين العمل مع الجماعات المنتمية للاخوان المسلمين والجماعات السلفية يفضل أغلب العلويين والمسيحيين العمل مع الاخوان المسلمين. فهم علي دراية أكثر بالاخوان المسلمين ولأن الاخوان المسلمين يتبعون نفس أساليب الأسد فهي تمثل بالنسبة لهم نمطا سياسيا مألوفا بالنسبة لهم :نمطا يقوم علي الصفقات السرية والتلاعب بالمشهد السياسي . وبالمقارنة بالاخوان تبدو الجماعات السلفية أكثر غرابة وتهديدا لهم . فهم يطالبون صراحة باقامة الدولة الاسلامية ويسعون بتطبيق الشريعة الاسلامية في المناطق التي يسيطرون عليها مثل حظر استهلاك الكحوليات . ومع ذلك وكما زكرنا أعلاه السلفيين لهم وجود ونفوز علي الارض أكبر من الاخوان المسلمين . وأي تسويات أو اتفاقات دائمة لابد وأن يكون لهم نصيب فيها . لا يمكن استبعادهم عن العملية السياسية مهما كانت الصعوبات التي ستنطوي عليها مشاركتهم . بالنسبة للدروز فهم يتركزون في منطقة جغرافية محددة في محافظة السويدي في جنوب سوريا فقد تبنوا موقفا محايدا . وهناك كثير من الضباط الدروز شاركوا في عمليات القمع ولكن حدث تغير في تفكير الثوار بسبب مشاركة الكثير من النشطاء السياسيين الدروز في الثورة . لكن التوترات بين السكان الدروز في محافظة السويدية والأغلبية السنية في درعا تتزايد وتنخفض وفقا لتطور الأحداث علي الارض . وتتعرض تجمعات الدروز في ضواحي دمشق لضغوط شديدة من المليشيات المناصرة للاسد ونشطاء المناصرين للثورة لتتخذ موقفا ثابتا من كلا المعسكرين . وتوفر القري الدرزية القليلة في محافظة ادلب ملجأ للاجئين السوريين من المناطق التابعة للثوار . أبناء الطائفة الاسماعيلية البالغ عددهم أقل من 150000 أظهروا تعاطفا أكبر مع الثوار منذ بداية الثورة وقاموا بتنظيم عدة مسيرات مناهضة للاسد في بلدة السلمية . لكنهم في الحقيقة محاصرين بالقري الموالية للاسد من المسيحيين والعلويين ويبدوا أن مشاركتهم لن تزيد عن ذلك .
*المقاتلين الأجانب : أغلبهم من دول الخليج وليبيا وتونس والشيشان والصومال والسودان ويبلغ عددهم حوالي 3500 ويقومون بالعمليات من خلال قواعدهم العسكرية الخاصة بهم في شمال ووسط سوريا . ومن خلال عملهم مع عدد مماثل من المتطوعين السوريين يبدو بوضوح في بعض الحالات انتماؤهم لجماعة القاعدة وغيرها من جماعات الجهاد الاسلامي بالرغم من أن دور جبهة النصرة في هذا غير واضحة . وهناك مقاتلين أجانب يشاركون في العمليات بدافع القومية العربية أكثر منها بدافع الأجندة الجهادية . وحسب نشطاء موجودين في أنطاكيا هناك بعض الأفراد من أعضاء الاخوان المسلمين متورطين في تهريب العناصر الجهادية داخل سوريا . ورغم شعور بعض قادة الثوار في سوريا بالقلق من وجودهم الا أنهم ينسقون بعض العمليات معهم . وقد تورطت تلك الجماعات بالفعل في عمليات اختطاف للرهائن وتعزيب السجناء وقطع أطرافهم خصوصا السجناء العلويين . ومع ذلك ينحصر حديثنا علي حفنة من الحالات في هذه المرحلة ولكن هذا يعد مؤشر خطير .
*اتسمت العلاقة بين جماعات الثوار وخلايا القاعدة هي في الغالب بوجود خلافات . ففي شهر أبريل 2012 قتلت وحدات من الجيش السوري الحر وليد البستاني , المواطن اللبناني وعضو حركة فتح الاسلام وهي خلية جهادية مرتبطة بالقاعدة , بسبب اعلانه عن قيام امارة اسلامية في مدينة الحسن بالقرب من الحدود اللبنانية . ومؤخرا أدي حدوث مناوشات بين احدي وحدات الجيش السوري الحر المسماة فاروق الشمال واحدي خلايا القاعدة بالقرب من معبر باب السلام الحدودي الذي يربط حلب بتركيا الي مقتل العديد من الجهاديين ومن ضمنهم قائد الخلية أبو محمد الشامي العبسي . أبو محمد سوري من محافظة ادلب وعائلته توعدت بالانتقام له لكن هذا راجع للولاء القبلي أكثر منه تعاطفا أيدولوجيا . وهذا البعد القبلي هو ما يجعل التعامل مع أعضاء القاعدة السوريين له هذا القدر من الحساسية . وليس من الواضح سبب ترك الأتراك لخلايا القاعدة بالقرب من حدودها حيث يتدفق سيل المقاتلين الاجانب من خلالها . ولكن حتي هذه اللحظة لا يوجد خطر من تواجدهم هناك .
*أما بخصوص المقاتلين الاجانب المقدر عددهم 3500 فيقال أن حوالي 1300 منهم من الليبيين أغلبهم يقومون بعمليات في شمال سوريا في محافظة اللازقية . وخلافا لكل التوقعات وبغض النظر عن التدين الشخصي معظم هؤلاء المقاتلين يشاركون الثورة بدافع من مشاعرهم الوطنية والأفكار الرومانسية أكثر منها دوافع اسلامية . ويقدر عدد المنتمن الي القاعدة والمتعاطفين معها بين السوريين بالمحدود . وعلاوة علي ذلك يبدو أن الليبيين تفاجأوا من تشتت المعارضة السورية ويحاولون أن يتجاوزوا هذه الخلافات . لكن علاقة العناصرالأكثر اعتدالا مع الجماعات المدعومة من الاخوان المسلمين تعاني من التوتر بشكل متزايد نظرا لمحاولة الاخوان المسلمين السيطرة علي أنشطتهم واحتكار المساعدات التي يحاولون تقديمها .
*بالرغم من أنهم لا يزالوا أقلية ضئيلة الا أنه هناك عدد متزايد من الافراد يعمل باسم الجيش السوري الحر متورطين في أنشطة التربح والتي تشمل ابتزاز رجال الاعمال واساءة استخدام الأموال الممنوحة لدعم للثورة والاتجار بالاسلحة والامدادات الطبية المقدمة مجانا من جماعات الدعم . بعض من هذه الشخصيات معروفة أيضا ببيع الامدادات التي يتسلمونها دون مقابل من غرفة العمليات . وفي بعض الحالات كانت تباع هذه الامدادات الي المليشيات التابعة للأسد . التعامل مع هذه الشخصيات الشازة ليس بالامر السهل لأن بعضهم يستغل هذه المكاسب الحرام ليحصل علي ولاءات الناس ويشكل ميليشياتهم الصغيرة المكونة من 50 الي 250 فردا وقد ظهرت علي بعض قادة المعارضة ميولا مماثلة . ففي مدينة عزاز في محافظة حلب التي قصفتها قوات الأسد مؤخرا هناك مجموعة صغيرة من 200 مقاتل يقودهم شخص يدعي عمار داديخي وهو مهرب وسلفي ويعلن اذراءه للشعب السوري لكل من يزوره ويدعو الي اقامة الدولة الاسلامية . وهو الشخص الذي يعتقد أن يمسك بمعظم أسري حزب الله في حلب . وهو واحد من عشرات الشخصيات التي تبرز الان في كل أنحاء سوريا التي أقامت اقطاعيات صغيرة وتزيد الموقف تعقيدا بقدر ما هو معقد بالفعل . هم أقل من أن يطلق عليهم أمراء حرب ولكنهم مسلحين بقدر يجعل التخلص منهم أمرا غاية في الصعوبة .فهم كلاب وأوغاد هذه الحرب .
*وفي اتجاه اخر ينزر بالخطر هناك أعضاء بارزين في المجلس الوطني السوري والاخوان المسلمين وبعض ائتلافات المعارضة الاخري منشغلين بتكوين ميليشياتهم الخاصة علي الأرض . البعض يقوم بذلك بزريعة محاولة انشاء هيكل قيادة موحدة للجماعات المقاتلة ولكن اصرارهم علي قيادة هذا الهيكل فستؤدي هذه الخطوة الي مزيد من الانقسام والسخرية في أوساط جماعات الثوار . وغالبا ما تبرز الأجندة الخاصة بمثل ما تبرز الأجندة الأيدولوجية .
*ومع ذلك ورغم خيبة الامل والسخط الذي يشعر به الناس فان كل النشطاء وزعماء الثورة الذين التقينا بهم يحملون مشاعر معادية للغرب . وهم ينتقدون أوروبا والرئيس الأمريكي أوباما بشكل خاص وبدأت تداعبهم كل صنوف نظريات المؤامرة حول أسباب عدم التدخل في سوريا . لكنهم حتي ذه اللحظة لا يشعرون بالعداء نحوهم ولا يزالون يطالبون بالتدخل الدولي في شكل امدادات للأسلحة وانشاء منطقة حظر للطيران . وهؤلاء الذين يعيشون في مناطق مختلطة يطالبون بارسال قوات لحفظ السلام لتسهل عليهم مهمة منع حدوث أعمال انتقامية . ولو بقي الوضع علي حاله فلا أحد يتوقع المزيد من المجتمع الدولي والكل مصر علي السير في الطريق الذي بدأوه .
*الكثير ان لم يكن كل جماعات الثوار لا تزال تحلم بانتصار عسكري تقليدي علي الاسد . ولا يزالوا يفكرون في عملية التحرير كغزو عسكري يسمح لهم من الانتقال من مدينة الي أخري حتي ايقاع الهزيمة بالميليشيات والقوات الموالية للاسد وتسيطر جماعات الثوار علي كل شبر من البلاد . ونظرا لمعرفتهم بوجود الكثير من الاختلافات الايدولوجية والشخصية التي تفصل بينهم يبدو أن هناك مجموعات معينة من الثوار تعتقد أن القوة العسكرية هي السبيل للتعامل مع شركائهم الحاليين فيما بعد . الاخوان المسلمين بشكل خاص لديهم تشككات من تحقيق حلم الانتصار العسكري الكامل والهيمنة السياسية في النهاية عن طريق التبرير ودفع الأموال . ويبدو أن هذا هو القوة الدافعة لخططهم الحالية .معظم الجماعات المنتمية للاخوان المسلمين تبدو راغبة في شغل المقعد الخلفي في القتال الجاري ليفروا أرواحهم وقوتهم لليوم التالي .
*عمليات الثأر الفردية في تزايد مستمر . المشاعر الطائفية هي القاعدة وليس الاستثناء . ويواصل التليفزيون السوري والقنوات المؤيدة للأسد و التي تعتنق سياسة واضحة منذ الايام الأولي للثورة بث لقاءات مع الجنود الموالين للنظام وميليشيات الاسد حيث يتحدث الجميع بلهجة ساحلية تتميزبها الأقلية العلوية . ومع ذلك يبدو قادة جماعات الثوار الرئيسيين ملتزمين بمنع عمليات الانتقام الجماعي . ولكن وبغض النظر عن النوايا المهم هو قدرتهم علي ضمان عدم حدوث ذلك في المستقبل . فليس كل جماعات الثوار تحت قيادتهم وبدأت الجماعات التي تعتنق أجندة طائفية في التكاثر ونوايا الجماعات التي علي شاكلة القاعدة معروفة . ربما يكون عددهم قليل نسبيا ولكن وكما رأينا في العراق ربما يعوضون هذا النقص العددي بالتعصب الديني والوحشية . فعمليات الاعدام بدم بارد ل 20 من الجنود الموالين للنظام علي يد الثوار في 10 سبتمبر هي احدي الحالات المرتبطة بهذا الأمر . انها مسألة وقت قبل أن تبدأ عمليات الانتقام الطائفي . هذه شهادة علي حكمة القادة المحليين لأن هذا لم يحدث حتي الان.
*نظرا لاعتبارات الشئون الحالية للدولة فشلت احتمالات نجاح تقسيم سوريا ولو بشكل غير رسمي خلال الاسابيع القليلة الماضية . فلن يسمح لا للعلويين ولا الأكراد وهما الجماعتين المحتملتين لتبني هذا الاجراء بأن يخلدان الي الراحة بالأراضي التي يقتطعونها . ففي المناطق الساحلية تقوم المجتمعات السنية المحلية بتخزين الأسلحة للتصدي لأي عمليات للتطهير العرقي الذي حتما سيقع . ونظرا لقرب المسافات بين المجتمعات المختلفة وزيادة التوترات الطائفية لن يبقي موقفهم دفاعيا عندما تبدأ العملية في التكشف خصوصا في منطقة الحفة . الحقيقة وانا اكتب هذا التقرير هناك معركة مستعرة في أقصي الشمال من أجزاء في منطقة الحفة في وسط قرية برج كساب والمناطق المحيطة بها حيث يحاول الثوار الوصول الي البحر والتصدي لعمليات التطهير العرقي علي يد ميليشيات الاسد . هذه الخطوة أدت الي ترك سكان القري العلوية القريبة مساكنهم عندما تعرضت قريتهم للقصف لاول مرة منذ بداية الثورة . وان عاجلا أو اجلا ومع حظر التدخل الدولي الشامل سيتحول السنة العرب بدافع الانتقام الي قتال الشيعة وما زرعوه في درعا وحمص وحماة وحلب وادلب ودمشق ودير الزور سيحصدونه في اللازقية وطرطوس وجبلة .
*في المناطق الكردية ورد أن القبائل العربية تتسلح للدفاع عن "سلامة الدولة " . وتمكن الاكراد الذين هم ايضا يتسلحون من منع المواجهات عن طريق التحسب للخطوات التي يتخذونها والسعي لاقامة اتصالات مع بعض زعماء القبائل لتهدئة مخاوفهم ومعالجة مشكلاتهم . وهناك حاجة للقيام بالمزيد بهذا الخصوص لمنع أي صراع بين العرب والاكراد . وهناك تزايد في التنافس الداخلي بين الاكراد أنفسهم ويواصل الموالين احزب الاتحاد الديمقراطي تعزيز وجودهم علي الارض في محاولة لفرض السيطرة علي المدن زات الغالبية الكردية . ومما زاد الامور تعقيدا أن هناك زعماء وفصائل في حزب الاتحاد الديمقراطي يخدمون أجندة مختلفة . فالاكراد السوريين منهمكين في معاركهم الداخلية التي قد تستحيل الي صراع وحتي يتوصلوا الي اتفاق حقيقي فيما بينهم ويطبقوا هذا الاتفاق في مدينة أربيل يمكن اعتبارهم عاجزين عن القتال فيما يتعلق بالثورة رغم التعاطف الثوري للنشطاء الشباب الاكراد . وقد لعب الاكراد دورا قويا في الحركة الثورية في بدايات الثورة خاصة في حلب حيث كانوا يحملون الشعلة منذ فترة طويلة . لكن المشاركة الشاملة بشكل فاعل للاكراد في هذه الثورة مفتقدة في هذه المرحلة . وعدم قدرة جماعات المعارضة العربية والكردية علي الاتفاق علي برنامج مشترك مرتبط باستراتيجية خاصة بالاسد للتعامل مع المدن زات الغالبية الكردية مجتمعة لتحييد الدور الكردي من خلال جعل الزمن كفيل بتقيح التناقضات المذكورة أعلاه حتي تنفجر علي الساحة . وفي الواقع تعتبر مناطق الاغلبية الكردية خصوصا محافظة الحسكة براميل بارود تنتظر الانفجار . لكن الصراع في المناطق الكردية سيضر الثوار أكثر من الاسد نظرا لأن القبائل العربية في دير الزور والرقة والحسكة وحلب ستتورط في ذلك الصراع لتتشتت الانتباه عن قتال الاسد ومليشياته . ومع ضعف موقف الاسد في حلب واماكن اخري من المحتمل أن يثير عملاؤه المشاكل في مناطق الاغلبية الكردية .
*وتفيد التقارير أن انهيار القانون والنظام أصبح في كل مكان في سوريا وهو ما لا يثير الدهشة . ووردت تقارير أن النظام سرح كل المحكومين جنائيا وقادة الجهاديين من السجون . وتبدو هذه الخطوة جزءا من استراتيجية للتشجيع علي الفوضي وتشويه الثوار . والواقع أن هناك فرق أمنية خاصة تشكلت مهمتها السرقة والخطف والصاق التهمة علي الجيش السوري الحر . ومع ذلك توجد عصابات اجرامية حقيقية تعمل بشكل مستقل عن الحكومة . وهناك بعض من وحدات الجيش السوري الحر متورطة في خطف المشتبه بهم من الموالين للنظام ويحتجزونهم للحصول علي الفدية . وغالبا ما تكون الحاجة الي الاموال السائلة لشراء الاسلحة والامدادات هي المبرر. ومع ذلك الخيط الذي يفصل بين هذا والانشطة الاجرامية العادية يتضاءل بشده خصوصا في الوحدات القتالية الصغيرة ليدافعوا عن أنفسهم بما لديهم من الدعم القليل . لكن حلقات الخطف الاكبر حجما والاكثر تنظيما هي أجهزة الامن نفسها ومليشيات الاسد الذين يمولون انفسهم عن طريق خطف أفراد من العائلات المسيحية والسنية الثرية ويحتجزونهم بتهم ملفقة حتي تدفع عائلاتهم الدية . وحتي النشطاء المعروفين يمكن اطلاق سراحهم عندما يتم دفع الثمن المناسب للشخص المناسب .
يكتسب قادة جماعات الثوار المحليين سمات وخصائص أمراء الحرب بشكل سريع علي الرغم من نواياهم . فالعجز الدولي هو المحرك الأساسي لروح الانحطاط التي ستدفع بالثوار الي التحول الي أمراء حروب وهو ما يظهر في عدم الثقة في جماعات المعارضة الموجودة وتنامي الانشقاق بداخلهم . وخلال لقاءاتي المتفرقة كان قادة الثوار المختلفين يعبرون عن نفس الفكرة : لن نتخلي عن أسلحتنا وسنواصل حياتنا العادية الا اذا تسلمت حكومة منتخبة ديمقراطيا نثق بها مقاليد الأمور . ويشددون علي مسألة الثقة التي تظل منقوصة . الكثير منهم تركوا لدينا انطباعا أنهم يتوقعون أن يشاركوا في الحكم في المستقبل حتي ولو علي المستوي المحلي . وليس عجيبا ولا غير مشروع أن يتولد لدي هؤلاء هذه الطموحات ولكن في غياب عملية سياسية تضم هذه الشخصيات فان هذه الطموحات والتوقعات ستمهد الطريق لحدوث مواجهات وصراعات داخلية في النهاية .وهناك مؤشرات علي ذلك بدأت تظهر علي الأرض بالفعل .
أصبح الخلاف بين الجماعات الاسلامية التي تنادي علنا أو سرا باقامة دولة اسلامية وجماعات الثوار الأخري الذين يمثلون أغلبية الثوار الذين لا يزالون متمسكين بمفهوم الدولة المدنية الأكثر شمولية الان أكبر من أي وقت مضي حيث يتنافس الجانبات صراحة علي الاستحواز والسيطرة علي الدعم اللوجيستي الهزيل الذي يأتي عن طريق الحدود التركية أو العراقية وأحيانا اللبنانية والاردنية . ومع ذلك كانت ترد أنباء عن عمليات خطف للامدادات موجهة لجماعات أخري . وماذالت المنافسة بين الجماعات في غالبيتها ذات طبيعة سلمية ومقصورة علي المكائد خلف الابواب المغلقة . وهناك احتمال ألا يدوم ذلك طويلا في ظل وجود جماعات تواصل التنافس علي الامدادات والمناطق والمجد وجماعات أخري تنسب لنفسها نفس العمليات .
وتتجلي المنافسة أيضا في محاولات خطف مبادرات أطلقتها أطراف اخري في المعارضة أو المجتمع الدولي ككل . أحدث مثال علي ذلك هو مصير السفينة الليبية بنغازي الخير التي تحمل امدادات بشرية تقدر بملايين الدولارات لتوزيعها علي مناطق الثوار . وورد أن الاخوان المسلمين سعوا الي الاستيلاء علي الشحنة بكاملها ولكن رئيس الوفد الليبي رفض التعاون معهم وطالب حكومته بالتدخل مع السلطات التركية . وبعد أن ظلت عالقة لاسابيع في المياه الاقليمية تم حل الخلاف في أوائل شهر سبتمر وأخيرا تم الافراج عن الامدادات واعادتها الي الليبيين الذين سمح لهم بالاشراف علي عملية التوزيع بانفسهم .
تمكنت جماعات الاخوان المسلمين والسلفيين من السيطرة علي التغطية الاعلامية للثورة السورية في أغلب القنوات الاعلامية العربية من خلال المتعاطفين معهم ممن يعملون في تلك القنوات ومن خلال القنوات الاقل حجما والتي تديرها المعارضة . واستخدموا أيضا احتياطات مالية أكبر للسيطرة علي أغلب الفرق الاعلامية التي تعمل داخل سوريا بغض النظر عن الايدولوجيات الحقيقية للاعضاء المؤسسين . وقد سمح هذا أن تظهر تلك الجماعات اكثر تأثيرا ونفوزا علي العمليات علي الأرض اكثر بكثير من حجمها الحقيقي علي الاقل في هذه المرحلة . والحقيقة هي أن الجماعات الاسلامية وخصوصا المنتمين للاخوان المسلمين لا يزالوا هم الاصغر حجما في المشهد الثوري وان كانوا أكثر تنظيما . ويبدو أن الاسلاميين هم المستفيدين الحقيقيين من جر رجل المجتمع الدولي للتدخل في سوريا .
لم يغب عن أنظار قادة الثوار احتمالية نشوء امراء للحرب مما يجعلهم في سعي دائم نحو مزيد من التماسك والتنسيق .فالتطورات الاخيرة كانت شديدة الأثر بشكل خاص . ففي ادلب ومناطق اخري في حمص وحماة وحلب اجتمعت غالبية الجماعات المقاتلة تحت راية كتائب ووحدات شهداء سوريا بصرف النظر عن ايديولوجياتها .الشخصية الرئيسية التي كانت وراء هذا التطور هو عكا ابو خالد وهو رجل متدين ومتزوج من ثلاثة نساء فتعدد الزوجات شائع في المناطق الريفية في كل انحاء سوريا . أبو خالد يتمسك بالقيم التقليدية التي هي خليط من الاسلام والاعراف الريفية بدون ايدولوجية سياسية . ونظرا لغياب أي بنية عملياتية أو سياسية أو قضائية في منطقته في جبل الزاوية فهو يعتمد كما ورد الينا علي الشريعة ولكنه ماذال يرغب في ترك تلك الامور تقررها حكومة محلية عندما يتم انشاءها .أبو خالد لا يطالب بانشاء دولة اسلامية ويشعر بالقلق من الجماعات السلفية ويكره الاخوان المسلمين ولكن في الشئون الخاصة بالعمليات يتعاون مع الجميع . تحتوي كتائب شهداء سوريا حاليا علي 450000 مقاتل ولكن ليس كل جماعات الثوار ترغب في الانضمام لكتائب شهداء سوريا فالكثير منها وخصوصا زوي الميول الاسلامية مثل الفاروق وفاروق الشمال اختارت أن تجتمع تحت راية ائتلاف مختلف أصطلح علي تسميته مؤقتا الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا بقيادة أحمد أبو عيسي المنافس لأبو خالد في جبل الزاوية والذي تردد أنه يعتمد علي الشريعة لحل النزاعات ولكنه ينوي ترك هذه الامور تقررها الحكومة لو تشكلت حكومة محلية .وأبو خالد ليس من المطالبين باقامة دولة اسلامية ويشعر بالقلق من الجماعات السلفية ويكره الاخوان المسلمين .لكنه يتعاون مع الجميع في شؤن العمليات العسكرية . وتضم كتائب شهداء سوريا في الوقت الحالي حوالي 45000 مقاتل . وليس كل جماعات الثوار ترغب في الانضمام الي كتائب شهداء سوريا فالكثير منها خصوصا ذات الميول الاسلامية مثل الفاروق وفاروق الشام اختاروا التجمع تحت ائتلاف مختلف أطلق عليه مؤقتا الجبهة الاسلامية لتحرير سوريا بقيادة أحمد أبو عيسي منافس أبو خالد في جبل الزاوية . وحتي وقت قريب كان أبو عيسي يقود كتائب صقور الشام التي تقوم بأغلب عملياتها في جبل الزاوية .وفي أثناء الفترة التي تم فيها الاعلان عن الائتلاف في 10 سبتمبر تحول الائتلاف الي جبهة تحرير سوريا . وانضمت اليها كتائب الفاروق (حمص و حماة ) وجماعة انصار الاسلام ( دمشق والضواحي ) والمجلس الثوري لدير الزور في 3 سبتمبر وأعلنت جماعة من ضباط الجيش السوري الحر عن تشكيل الجيش السوري الوطني في مدينة أنطاكيا التركية كبديل للجيش السوري الحر علي أمل توحيد كل الجماعات. ووردت تقارير أولية أن مجموعات الثوار في درعا ومجموعات قليلة في اللازقية ودمشق هرعت للانضمام اليه . ويزعم البعض أيضا أن لواء التوحيد الذي يعمل في مدينة حلب والمناطق الريفية في الشمال انضموا أيضا الي الجيش السوري الوطني . ولكن هناك بعض الضباط في أنطاكيا يقولون أن هذه التقارير ليست دقيقة وأنه في هذه المرحلة لم تؤكدا أي جماعة استعدادها رسميا الانضمام للمجلس العسكري الثوري في حلب وهو الجبهة المحلية التي كما يتضح من جناحها السياسي يطلق عليها الاخوان المسلمين المجلس الانتقالي المؤقت الذي يضم شخصيات من أمثال حمزة رمضان وغسان النجار . ويقول الضباط أن الهدف الرئيسي من الجيش السوري الوطني هو توفير بنية القيادة للمستقبل وأنه في هذه المرحلة ولأغراض عملياتية ستكون عملية اتخاز القرارات من شأن قادة الثوار الموجودين علي الارض . ويبدو أن المقصود من هذه الخطوة الانقلاب علي قادة الجيش السوري الحر في أنطاكيا أكثر منها خطوة حقيقية لتوحيد الجيش .وبمعني اخر الجيش السوري الوطني ما هو الا علامة تجارية اخري تبحث عن المستثمرين والزبائن لا اكثر ولا أقل . الجيش الوطني السوري يقوده العميد محمد حسين الحاج علي من درعا .وهناك جماعة رئيسية اخري تقوم بعمليات في سوريا تسمي لواء الفاروق يديدرها شاب انشق عن الجيش السوري يسمي عبد الرزاق طلاس الذي يتلقي توجيهات من وراء الستار من الشيخ السلفي أمجد بيطار . وانضم لواء الفاروق الي جبهة تحرير سوريا التي أعلن عنها مؤخرا . أما بالنسبة لألوية التوحيد فتوجهها السلفي معروف للجميع أما تمويلهم فيأتي من الاخوان المسلمين والمتعاطفين معهم في الخليج . ويقودها أربعة رجال هم عبد العزيز سلامة وعكا حاج عدنان نسبة الي موطنه الاصلي في شمال محافظة حلب وزوي التوجه السلفي الاكثر تشددا عبد القادر صالح وعكا حاج مرعي أيضا نسبة الي موطنه الاصلي في شمال محافظة حلب . وهناك قادة اخرين للواء التوحيد تشمل حاج طال رفعت وعكا أبو توفيق وحاج عزاز وعكا عمار الداديخي ( سنتطرق الي عكا عمار فيما بعد ) . وفي دير الزور ودرعا ودمشق والساحل لا يزال الثوار يقومون بعمليات في وحدات صغيرة لوجود أسباب تجعلها غير قادرة علي التجمع في جماعات أكبر بالرغم من أن جماعة أنصار الاسلام المرتبطة بالاخوان المسلمين ليست هي الجماعة الأكبر بين الجماعات الأخري . ويبدو علي الارض أن هناك اختلافات اقليمية وايدولوجية في ظل وجود شخصيات لأشخاص معينين يلعبون دورا رئيسيا في تشكيل المشهد .كل المحاولات الجارية في هذه المرحلة من أجل التوحد علي أمل تجنب نشأة أمراء الحرب تساهم في هذه الظاهرة عن طريق تركيز السلطة في أيدي جماعات قليلة محددة .
كان قادة جماعات الثوار الأكبر حجما قادرة علي توفير قدر من الأمن في المناطق التي يسيطرون عليها ولكنهم فشلوا حتي الان في توفير هياكل صارمة لادارة تلك المناطق , عدا عن الدعم الرمزي الذي بدأه النشطاء المدنيين لضمان توفر الخدمات . وفي نفس الوقت وكما ذكرنا أعلاه حتي القادة الغير اسلاميين يميلون الي التراجع عن جعل الشريعة المصدر الرئيسي للقانون عند التعامل مع المخبرين المحليين ومثيري المشاكل والأسري نظرا لعدم الالمام بالقانون المدني وعدم القدرة علي تجنيد قضاة محليين .
الفجوة التي تفصل بين الاسلاميين وغير الاسلاميين ليست الوحيدة التي تتسع . الفجوة بين المنشقين وقادة جماعات الثوار المدنيين المحليين تتزايد باستمرار . فنظرا لأن أغلب المنشقين من زوي المناصب العالية اختاروا تأمين مخيمات الاجئين في تركيا ونظرا لأن معظمهم لم يقدم الا القليل من الدعم اللوجيستي لمجتمعاتهم فان تأثيرهم في مجريات الاحداث علي الارض يظل محدودا وصار هناك تشكيك في صورتهم وشرعيتهم . ويواصل القادة المدنيين عدم الثقة في ضباط الجيش وغالبا لا يصغون الي نصائحهم حتي في العمليات العسكرية . وبعض قادة الثوار لديهم قليل من هؤلاء الضباط تحت قيادتهم ويرغبون في عودة الضباط من أنطاكيا في تركيا الي سوريا والانضمام الي جماعاتهم كمستشارين . لكن جزءا كبيرا من ضباط الجيش لديهم قدر قليل من التقدير للخبرات الميدانية التي اكتسبها القادة المدنيين ولا قبلون أن يشرف عليهم قادة مدنيين . في حال وجود هيكل قيادة جديد يجب أن يضم شخصيات من كلا الجانبين ويعمل بالتنسيق مع النشطاء السياسيين ونخبة من شخصيات المعارضة المستقرة لكي يكتسب أي شرعية أو أهمية .
*الجيش السوري الحر : في أنطاكيا برز العميد الجنرال مصطفي الشيخ ,وأصله من بلدة الرسن محافظة حمص ,كشخصية محورية لقادة الثوار . العقيد رياض الأسعد تحول بسرعة الي شخص عديم الأهمية ولا يحوز ثقة حتي أبناء بلدته في محافظة ادلب . وبرز العقيد عبد الجبار القعيدي من حلب كشخصية تحظي بثقة قادة الثوار . وكلا من الشيخ والقعيدي لديهم ميل للعلمانية ويقومون بزيارات من وقت لاخر في المدن داخل سوريا وهو أسلوب مقصود منه تعزيز الثقة فيهم . العقيد قاسم سعد الدين هو أيضا من مدينة الرستن برز أيضا كشخصية محورية بشكل رئيسي لأنه بقي متمركزا في الرستن ويشرف علي دفاعاته بشكل مباشر . ونادرا ما يغادر المدينة ولكن وردت أنباء أنه أجري زيارة لأنطاكيا واسطنبول في أوائل شهر سبتمبر . وبتشكيل الجيش الوطني السوري برز العميد الجنرال محمد حسين الحاج علي كشخصية مؤثرة ,لكن هذا يعتمد في النهاية علي كيف يتمكن الجيش الوطني السوري في فرض نفسه علي الارض . وبالاضافة لهؤلاء الرجال هناك قلة من كبار الضباط الذين انشقوا خلال الشهور القليلة الماضية والذين يواصلون الابتعاد عن الاضواء . بعضهم يتلقي تعليمات من الاتراك وفي بعض الأحيان من مسؤلين أمنيين غربيين , ولكن تظل نواياهم وخططهم غير واضحة .
المجلس الوطني السوري : المجلس الوطني السوري ليس له أهمية علي الارض . لم يشعر أحد بالاندهاش من النقد الذي وجهته وزيرة الخارجية الامريكية مؤخرا لقادة هذا المجلس ولكن رغم المشاكل التي يعاني منها لا يرغب قادة الثوار الموجودين علي الارض الغاءه حتي يتم التوافق علي البديل . أو بمعني اخر يمثل المجلس الوطني الحر وكيلا عنهم لا اكثر ولا أقل .ويواصل الاخوان المسلمين وخلفهم السلطات التركية دعم المجلس الوطني السوري ووردت أخبار مؤخرا أنهم يحاولون اعادة هيكلته في الاسابيع القليلة القادمة . وقد اضطرت بالفعل احدي عضوات المجلس بسمة كودماني الي تقديم استقالتها مما قضي علي الوجود الوحيد للعنصر النسائي علي هذا المستوي وأضعف من تمثيل العنصر العلماني . ويواصل الاخوان المسلمين بالفعل عن البديل . ويسعي القائد السابق للمجلس الوطني السوري الاستاذ في جامعة السوربون برهان غليون للعودة ولكن يقال أن القائد الحالي عبد الباسط صيدا متمسك بمنصبه أيضا . البعض يراه شخصية تسعي الي توحيد العرب والاكراد والتقريب بين العناصر الاسلامية والعلمانية أكثر من غليون . وأسلوبه في القيادة أقل خشونة وأكثر تواضعا من غليون ويبدو أكثر التزاما بالقيادة عن طريق التوافق . ويري البعض أن الابقاء علي صيدا وعدم استبداله هو ما يحتاجه المجلس في المرحلة الحالية بالاضافة الي الاتفاق علي برنامج للعمل . ومع ذلك يحبس البعض أنفاسهم عند الحديث عن امكانية أن يصبح المجلس الوطني السوري قادرا علي الحياة . وعلي الجانب الاخر يخطط قادة المجلس الوطني السوري لتشكيل حكومة انتقالية ردا علي طلب من فرنسا التي وعدت بالاعتراف بهذه الحكومة حينما يتم تشكيلها . لم يوضح الفرنسيين معاييرهم للاعتراف بتلك الحكومة . وهناك أيضا جهود اخري جارية لتشكيل حكومة انتقالية .
هيئة التنسيق الوطني : تشكلت داخل سوريا علي يد شخصيات المعارضة التقليدية من اليساريين العلمانيين . هذا الائتلاف المعارض رغم النوايا الطيبة لأغلب مؤسسيه لم يفلح الا في غرض واحد حتي الان وهو اظهار مدي انقطاع جماعات المعارضة التقليدية عن الشارع . منذ بداية الثورة لم يفعل مؤسسي هيئة التنسيق الوطني الا الدعوة لحوار مستحيل مع نظام حقير متجاهلين طبيعته وتاريخه وأساليبه . ونظرا لولعهم بالاحتفاظ بمكانة اخلاقية عالية ظل قادة هيئة التنسيق الوطني يدافعون عن المواقف الاخلاقية ويقترحون حلولا عقلانية منقطعة عن الواقع الموجودين في محيطه . يقولون أقوالا ويأتون بأفعال تجعلهم يبدون قديسين من وجهة نظرهم ويراهم الناس شخصيات كاريكاتورية مثير للاشمئزاز . فعلوا كل ما في وسعهم ليحصروا نفسهم علي الهامش ليصبحوا غير زوي أهمية .ورغم أن أغلب أعضائها يسكنون داخل سوريا فقد أثبتوا أنهم ليسوا أقل عزلة عن الشعب من منافسيهم في المجلس الوطني السوري . الاختلاف الوحيد الواضح بين الجماعتين هو أن المجلس الوطني السوري يحاول أن يخدم الشعب ولكنه يفشل بينما تحاول هيئة التنيق السوري غالبا أن تخدم نفسها وتفشل . تحولت جهودهما للتواصل مع العالم الي مجرد وكلاء في يد القوي المختلفة : تركيا والسعودية وقطر في أغلب الاحيان في حالة المجلس الوطني السوري وروسيا وايران في حالة هيئة التنسيق الوطني . ويقال أن هيئة التنسيق الوطني تخطط لعقد مؤتمر للمعارضة سيعقد في دمشق قبل نهاية شهر سبتمبر ولكن وكما هو الحال مع المجلس الوطني السوري واعادة هيكلتها المزمعة القليلين يحبسون أنفاسهم .
هيئة التنسيق الوطني : تشكلت داخل سوريا علي يد شخصيات المعارضة التقليدية من اليساريين العلمانيين . هذا الائتلاف المعارض رغم النوايا الطيبة لأغلب مؤسسيه لم يفلح الا في غرض واحد حتي الان وهو اظهار مدي انقطاع جماعات المعارضة التقليدية عن الشارع . منذ بداية الثورة لم يفعل مؤسسي هيئة التنسيق الوطني الا الدعوة لحوار مستحيل مع نظام حقير متجاهلين طبيعته وتاريخه وأساليبه . ونظرا لولعهم بالاحتفاظ بمكانة اخلاقية عالية ظل قادة هيئة التنسيق الوطني يدافعون عن المواقف الاخلاقية ويقترحون حلولا عقلانية منقطعة عن الواقع الموجودين في محيطه . يقولون أقوالا ويأتون بأفعال تجعلهم يبدون قديسين من وجهة نظرهم ويراهم الناس شخصيات كاريكاتورية مثير للاشمئزاز . فعلوا كل ما في وسعهم ليحصروا نفسهم علي الهامش ليصبحوا غير زوي أهمية .ورغم أن أغلب أعضائها يسكنون داخل سوريا فقد أثبتوا أنهم ليسوا أقل عزلة عن الشعب من منافسيهم في المجلس الوطني السوري . الاختلاف الوحيد الواضح بين الجماعتين هو أن المجلس الوطني السوري يحاول أن يخدم الشعب ولكنه يفشل بينما تحاول هيئة التنيق السوري غالبا أن تخدم نفسها وتفشل . تحولت جهودهما للتواصل مع العالم الي مجرد وكلاء في يد القوي المختلفة : تركيا والسعودية وقطر في أغلب الاحيان في حالة المجلس الوطني السوري وروسيا وايران في حالة هيئة التنسيق الوطني . ويقال أن هيئة التنسيق الوطني تخطط لعقد مؤتمر للمعارضة سيعقد في دمشق قبل نهاية شهر سبتمبر ولكن وكما هو الحال مع المجلس الوطني السوري واعادة هيكلتها المزمعة القليلين يحبسون أنفاسهم .
الاسلاميين : الاخوان المسلمين : تقوم الجماعات المنتمية الي السلفيين والاخوان المسلمين داخل سوريا وفي المنفي بتنفيذ أنشطتهم بحماس وايمان متوقع من أشخاص يؤمنون أنه قد حانت أخيرا اللحظة المواتية لهم . ومنذ بداية الثورة واستفادتهم من علاقتهم الطيبة مع السلطات التركية كان الاخوان المسلمين منشغلين بانفاق الاموال والابتزاز والخداع لتشق ليصبح لها شأن في الثورة . وفي عدة جوانب بدا أن الدروس التي استخلصها الاخوان المسلمين من التاريخ هي تقليد أساليب حافظ الأسد في السيطرة علي المشهد السياسي في البلاد . هذه الاساليب تشمل : اختراق كل الحركات الثورية والسياسية والسيطرة علي كل مبادرة انسانية أو مدنية وقدرتها علي الوصول الي وسائل الاعلام . فلا عجب اذن أن يذكرنا المجلس الوطني السوري بالجبهة الوطنية التقدمية التي أنشأها حافظ الاسد وحافظ عليها بشار واعتاد أن يحكم سوريا رسميا بينما يدعي كزبا التزامه بالتعددية السياسية والانفتاح السياسي بينما كان حزب البعث وقبيلة الأسد يتلاعبون بعملية صنع القرارات . ويوجد في الاخوان المسلمين الكثيرين من زوي الاتجاهات السلفية في قاعدتها الأكبر . لذلك فهي تحاول عن طريق استرضاء السلفيين أن تصبح مظلة لأغلب الجماعات الاسلامية في سوريا . وبالطبع يوفر الاخوان المسلمين الدعم لكثير من جماعات الثوار زوي التوجهات السلفية بمن فيهم التوحيد (حلب) والفاروق ( حمص وحماة ) وأنصار الاسلام (دمشق) ولكن هذا لا يترجم بالضرورة الي الولاء السياسي علي الأقل علي المدي الطويل . والحقيقة في هذه المرحلة من الصعب تحديد من يتلاعب بمن في التفاعلات الجارية بين الاخوان والسلفيين .وعلي الجانب الاخر لم تتعطف جماعة الاخوان المسلمين لتمنح المساعدات للجماعات التي ترفض اعتناق الأجندة الاسلامية رغم انضوائها تحت راية المجلس الوطني السوري . وهذا يبدد أي مزاعم أن الاخوان سيحترمون التزامهم باقامة دولة مدنية . والحقيقة أن رغم كل التصريحات العلنية للاخوان بالتزامهم بالدولة المدنية بدأ يبرز التزام الاخوان المسلمين في سوريا باقامة دولة اسلامية أكثر من أي فرع من فروع الاخوان في المنطقة . وعلاوة علي ذلك وبالاضافة الي كونهم لا يلقون قبولا من أغلب الأطراف علي الارض تعطلت خطط الاخوان بسبب الانشقاقات الداخلية علي مستوي المناطق ( خصوصا بين جماعات حلب وحماة ) وعلي المستوي الايديولوجي ( أتباع سيد قطب والسلفيين ) وبين الاجيال المختلفة داخل الجماعة . والحقيقة أن صعود جيل الشباب داخل الاخوان المسلمين بدأوا يعبرون عن استيائهم من حيل الحرس القديم داخل الاخوان ومن حيلهم الخفية وانعدام الشفافية في عملية اتخاز القرارات .
الاسلاميين : الجماعات السلفية : لا عجب أن قادة الثوار أظهروا درجة كبيرة من عدم الثقة في الاخوان وأجندتهم ويفضلون التعامل مع الجماعات السلفية . فبالرغم من كل دعوات السلفيين باقامة دولة اسلامية يبدون أكثر تقبلا لفكرة أن أقصي ما يمكن أن يحصلوا عليه في هذه المرحلة هو انشاء مناطق سلفية بمعني اقامة مناطق انتخابية خاصة بالسلفيين . وربما تقبل الجماعات السلفية تلقي التمويل من الاخوان لكن التزامها بالاجندة الاخوانية وكما ذكرت من قبل غير واضحة علي أقل تقدير . وقد برز قادة الجماعات السلفية من بين جموع الشعب ولم تأتي من أوساط السوريين في الخارج لذا فهم يشعرون بأن لهم جزور في المجتمعات المحلية وأنهم أكثر تناغما مع واقع وطموحات المجتمع المحلي . وقد يكون السلفيين كانوا قد استلهموا أفكارهم في البداية من دول الخليج الا أن الافكار لا تعترف بالحدود وقد أصبحوا منذ فترة طويلة ظاهرة محلية تمثل رغبات وطموحات سكان المناطق والمدن في كل انحاء سوريا .
*الأقليات الدينية : بالنسبة للحديث عن الاتجاه المناهض للثورة في أوساط العلويين والمسيحيين هناك الكثير من العلويين والمسيحيين المشاركين في الثورة كنشطاء سياسيين وكثوار . ويعتبر توجههم الأساسي للعمل مع مختلف الجماعات السياسية والثورية مؤشرا علي التحالفات المستقبلية وطبيعة التحركات علي الارض . معظم العلويين والمسيحيين يقاتلون في وحدات أصغر لها ميول علمانية مثل الوحدة 111 ومقرها مدينة بداما بمحافظة ادلب . ولكن حينما يتعلق الأمر بالاختيار بين العمل مع الجماعات المنتمية للاخوان المسلمين والجماعات السلفية يفضل أغلب العلويين والمسيحيين العمل مع الاخوان المسلمين. فهم علي دراية أكثر بالاخوان المسلمين ولأن الاخوان المسلمين يتبعون نفس أساليب الأسد فهي تمثل بالنسبة لهم نمطا سياسيا مألوفا بالنسبة لهم :نمطا يقوم علي الصفقات السرية والتلاعب بالمشهد السياسي . وبالمقارنة بالاخوان تبدو الجماعات السلفية أكثر غرابة وتهديدا لهم . فهم يطالبون صراحة باقامة الدولة الاسلامية ويسعون بتطبيق الشريعة الاسلامية في المناطق التي يسيطرون عليها مثل حظر استهلاك الكحوليات . ومع ذلك وكما زكرنا أعلاه السلفيين لهم وجود ونفوز علي الارض أكبر من الاخوان المسلمين . وأي تسويات أو اتفاقات دائمة لابد وأن يكون لهم نصيب فيها . لا يمكن استبعادهم عن العملية السياسية مهما كانت الصعوبات التي ستنطوي عليها مشاركتهم . بالنسبة للدروز فهم يتركزون في منطقة جغرافية محددة في محافظة السويدي في جنوب سوريا فقد تبنوا موقفا محايدا . وهناك كثير من الضباط الدروز شاركوا في عمليات القمع ولكن حدث تغير في تفكير الثوار بسبب مشاركة الكثير من النشطاء السياسيين الدروز في الثورة . لكن التوترات بين السكان الدروز في محافظة السويدية والأغلبية السنية في درعا تتزايد وتنخفض وفقا لتطور الأحداث علي الارض . وتتعرض تجمعات الدروز في ضواحي دمشق لضغوط شديدة من المليشيات المناصرة للاسد ونشطاء المناصرين للثورة لتتخذ موقفا ثابتا من كلا المعسكرين . وتوفر القري الدرزية القليلة في محافظة ادلب ملجأ للاجئين السوريين من المناطق التابعة للثوار . أبناء الطائفة الاسماعيلية البالغ عددهم أقل من 150000 أظهروا تعاطفا أكبر مع الثوار منذ بداية الثورة وقاموا بتنظيم عدة مسيرات مناهضة للاسد في بلدة السلمية . لكنهم في الحقيقة محاصرين بالقري الموالية للاسد من المسيحيين والعلويين ويبدوا أن مشاركتهم لن تزيد عن ذلك .
*المقاتلين الأجانب : أغلبهم من دول الخليج وليبيا وتونس والشيشان والصومال والسودان ويبلغ عددهم حوالي 3500 ويقومون بالعمليات من خلال قواعدهم العسكرية الخاصة بهم في شمال ووسط سوريا . ومن خلال عملهم مع عدد مماثل من المتطوعين السوريين يبدو بوضوح في بعض الحالات انتماؤهم لجماعة القاعدة وغيرها من جماعات الجهاد الاسلامي بالرغم من أن دور جبهة النصرة في هذا غير واضحة . وهناك مقاتلين أجانب يشاركون في العمليات بدافع القومية العربية أكثر منها بدافع الأجندة الجهادية . وحسب نشطاء موجودين في أنطاكيا هناك بعض الأفراد من أعضاء الاخوان المسلمين متورطين في تهريب العناصر الجهادية داخل سوريا . ورغم شعور بعض قادة الثوار في سوريا بالقلق من وجودهم الا أنهم ينسقون بعض العمليات معهم . وقد تورطت تلك الجماعات بالفعل في عمليات اختطاف للرهائن وتعزيب السجناء وقطع أطرافهم خصوصا السجناء العلويين . ومع ذلك ينحصر حديثنا علي حفنة من الحالات في هذه المرحلة ولكن هذا يعد مؤشر خطير .
*اتسمت العلاقة بين جماعات الثوار وخلايا القاعدة هي في الغالب بوجود خلافات . ففي شهر أبريل 2012 قتلت وحدات من الجيش السوري الحر وليد البستاني , المواطن اللبناني وعضو حركة فتح الاسلام وهي خلية جهادية مرتبطة بالقاعدة , بسبب اعلانه عن قيام امارة اسلامية في مدينة الحسن بالقرب من الحدود اللبنانية . ومؤخرا أدي حدوث مناوشات بين احدي وحدات الجيش السوري الحر المسماة فاروق الشمال واحدي خلايا القاعدة بالقرب من معبر باب السلام الحدودي الذي يربط حلب بتركيا الي مقتل العديد من الجهاديين ومن ضمنهم قائد الخلية أبو محمد الشامي العبسي . أبو محمد سوري من محافظة ادلب وعائلته توعدت بالانتقام له لكن هذا راجع للولاء القبلي أكثر منه تعاطفا أيدولوجيا . وهذا البعد القبلي هو ما يجعل التعامل مع أعضاء القاعدة السوريين له هذا القدر من الحساسية . وليس من الواضح سبب ترك الأتراك لخلايا القاعدة بالقرب من حدودها حيث يتدفق سيل المقاتلين الاجانب من خلالها . ولكن حتي هذه اللحظة لا يوجد خطر من تواجدهم هناك .
*أما بخصوص المقاتلين الاجانب المقدر عددهم 3500 فيقال أن حوالي 1300 منهم من الليبيين أغلبهم يقومون بعمليات في شمال سوريا في محافظة اللازقية . وخلافا لكل التوقعات وبغض النظر عن التدين الشخصي معظم هؤلاء المقاتلين يشاركون الثورة بدافع من مشاعرهم الوطنية والأفكار الرومانسية أكثر منها دوافع اسلامية . ويقدر عدد المنتمن الي القاعدة والمتعاطفين معها بين السوريين بالمحدود . وعلاوة علي ذلك يبدو أن الليبيين تفاجأوا من تشتت المعارضة السورية ويحاولون أن يتجاوزوا هذه الخلافات . لكن علاقة العناصرالأكثر اعتدالا مع الجماعات المدعومة من الاخوان المسلمين تعاني من التوتر بشكل متزايد نظرا لمحاولة الاخوان المسلمين السيطرة علي أنشطتهم واحتكار المساعدات التي يحاولون تقديمها .
*بالرغم من أنهم لا يزالوا أقلية ضئيلة الا أنه هناك عدد متزايد من الافراد يعمل باسم الجيش السوري الحر متورطين في أنشطة التربح والتي تشمل ابتزاز رجال الاعمال واساءة استخدام الأموال الممنوحة لدعم للثورة والاتجار بالاسلحة والامدادات الطبية المقدمة مجانا من جماعات الدعم . بعض من هذه الشخصيات معروفة أيضا ببيع الامدادات التي يتسلمونها دون مقابل من غرفة العمليات . وفي بعض الحالات كانت تباع هذه الامدادات الي المليشيات التابعة للأسد . التعامل مع هذه الشخصيات الشازة ليس بالامر السهل لأن بعضهم يستغل هذه المكاسب الحرام ليحصل علي ولاءات الناس ويشكل ميليشياتهم الصغيرة المكونة من 50 الي 250 فردا وقد ظهرت علي بعض قادة المعارضة ميولا مماثلة . ففي مدينة عزاز في محافظة حلب التي قصفتها قوات الأسد مؤخرا هناك مجموعة صغيرة من 200 مقاتل يقودهم شخص يدعي عمار داديخي وهو مهرب وسلفي ويعلن اذراءه للشعب السوري لكل من يزوره ويدعو الي اقامة الدولة الاسلامية . وهو الشخص الذي يعتقد أن يمسك بمعظم أسري حزب الله في حلب . وهو واحد من عشرات الشخصيات التي تبرز الان في كل أنحاء سوريا التي أقامت اقطاعيات صغيرة وتزيد الموقف تعقيدا بقدر ما هو معقد بالفعل . هم أقل من أن يطلق عليهم أمراء حرب ولكنهم مسلحين بقدر يجعل التخلص منهم أمرا غاية في الصعوبة .فهم كلاب وأوغاد هذه الحرب .
*وفي اتجاه اخر ينزر بالخطر هناك أعضاء بارزين في المجلس الوطني السوري والاخوان المسلمين وبعض ائتلافات المعارضة الاخري منشغلين بتكوين ميليشياتهم الخاصة علي الأرض . البعض يقوم بذلك بزريعة محاولة انشاء هيكل قيادة موحدة للجماعات المقاتلة ولكن اصرارهم علي قيادة هذا الهيكل فستؤدي هذه الخطوة الي مزيد من الانقسام والسخرية في أوساط جماعات الثوار . وغالبا ما تبرز الأجندة الخاصة بمثل ما تبرز الأجندة الأيدولوجية .
*ومع ذلك ورغم خيبة الامل والسخط الذي يشعر به الناس فان كل النشطاء وزعماء الثورة الذين التقينا بهم يحملون مشاعر معادية للغرب . وهم ينتقدون أوروبا والرئيس الأمريكي أوباما بشكل خاص وبدأت تداعبهم كل صنوف نظريات المؤامرة حول أسباب عدم التدخل في سوريا . لكنهم حتي ذه اللحظة لا يشعرون بالعداء نحوهم ولا يزالون يطالبون بالتدخل الدولي في شكل امدادات للأسلحة وانشاء منطقة حظر للطيران . وهؤلاء الذين يعيشون في مناطق مختلطة يطالبون بارسال قوات لحفظ السلام لتسهل عليهم مهمة منع حدوث أعمال انتقامية . ولو بقي الوضع علي حاله فلا أحد يتوقع المزيد من المجتمع الدولي والكل مصر علي السير في الطريق الذي بدأوه .
*الكثير ان لم يكن كل جماعات الثوار لا تزال تحلم بانتصار عسكري تقليدي علي الاسد . ولا يزالوا يفكرون في عملية التحرير كغزو عسكري يسمح لهم من الانتقال من مدينة الي أخري حتي ايقاع الهزيمة بالميليشيات والقوات الموالية للاسد وتسيطر جماعات الثوار علي كل شبر من البلاد . ونظرا لمعرفتهم بوجود الكثير من الاختلافات الايدولوجية والشخصية التي تفصل بينهم يبدو أن هناك مجموعات معينة من الثوار تعتقد أن القوة العسكرية هي السبيل للتعامل مع شركائهم الحاليين فيما بعد . الاخوان المسلمين بشكل خاص لديهم تشككات من تحقيق حلم الانتصار العسكري الكامل والهيمنة السياسية في النهاية عن طريق التبرير ودفع الأموال . ويبدو أن هذا هو القوة الدافعة لخططهم الحالية .معظم الجماعات المنتمية للاخوان المسلمين تبدو راغبة في شغل المقعد الخلفي في القتال الجاري ليفروا أرواحهم وقوتهم لليوم التالي .
حال الدولة
*ربما لم يسقط نظام الاسد بعد لكن الدولة انهارت . ففي هذه المرحلة تحولت سوريا الي خليط من كنتونات عسكرية قبلية وقومية وعقائدية وطائفية يربطها خيط ضعيف حيث تتلاشي بسرعة ذكري سوريا الموحدة . ربما يظل النظام في سوريا مسيطرا علي بعض الخدمات والمناطق الحيوية وقد يظل قادرا علي قمع وصب الرعب من السماء علي خصومه والجماعات المؤيدة لهم لكن هناك مناطق كبيرة من البلاد خرجت عن سيطرة هذا النظام بشكل واضح . المشكلة هي أنه لا يوجد هياكل ادارية موازية جديرة بهذا الاسم تظهر للعيان . ومن خلال العمل مع اللجان المختصة تمكن النشطاء المحليين من طمان عدم انقطاع خدمات معينة مثل جمع القمامة والقيام بدور الشرطة ولكن هذا ينطبق علي مدن بعينها . فالمجتمعات الأصغر فقدت الكثير من سكانها مما تسبب في انقطاع كبير في الخدمات وتحويل مجتمعات بكاملها الي مدن أشباح . معظم المجتمعات متوسطة الحجم تعاني من الكثير من الدمار مما جعل المؤسسات المدنية غير صالحة . وعندما يتواجد الثوار يصبحون هم القانون الأوحد .وتواصل عمليات القصف وأرتال الدبابات المتحركة التي يحرسها ميليشيات الأسد جعل حياة الناس اليومية لا تطاق في معظم المناطق المحررة مما يستحيل معها عقد انتخابات لتشكيل ادارة محلية . وغياب الرؤية السياسية الموحدة تساعد أيضا علي ذلك . فبالاضافة لمتطلبات الحياة اليومية ,سكان المناطق المحررة مقسمين علي طول الخطوط الايدولوجية لجماعات المعارضة . فجماعات المعارضة وخصوصا اولئك الموجودون في الخارج كان من المتوقع منهم أن يقدموا الرؤية السياسية المطلوبة ولكن فشلهم في ذلك خلال الشهور الماضية أجبر النشطاء المحليين علي الارض أن يتولوا هم أيضا العملية السياسية . وبمجرد توفر الشروط الأمنية المناسبة للشروع في حوار سياسي عام سيصر الثوار المحليين والنشطاء علي التحكم في العملية السياسية . وتطور مواقف جماعات المعارضة وليس ثوابتها الايدولوجية هو ما سيفرض طبيعة الوضع في سوريا في المستقبل .
*التطهير العرقي في منطقة ساحل الغاب في محافظة حماة ومناطق معينة في ريف حمص أصبح أمرا منتهيا ويصعب ارجاعه الي ما كان عليه في الوقت الحالي أو للأبد . لم يبقي الا معاقل الموالين للنظام في المنطقة . والاستثناءات قليلة وتتعرض للقصف الجوي بشكل دائم .
*التطهير العرقي في منطقة ساحل الغاب في محافظة حماة ومناطق معينة في ريف حمص أصبح أمرا منتهيا ويصعب ارجاعه الي ما كان عليه في الوقت الحالي أو للأبد . لم يبقي الا معاقل الموالين للنظام في المنطقة . والاستثناءات قليلة وتتعرض للقصف الجوي بشكل دائم .
*عمليات الثأر الفردية في تزايد مستمر . المشاعر الطائفية هي القاعدة وليس الاستثناء . ويواصل التليفزيون السوري والقنوات المؤيدة للأسد و التي تعتنق سياسة واضحة منذ الايام الأولي للثورة بث لقاءات مع الجنود الموالين للنظام وميليشيات الاسد حيث يتحدث الجميع بلهجة ساحلية تتميزبها الأقلية العلوية . ومع ذلك يبدو قادة جماعات الثوار الرئيسيين ملتزمين بمنع عمليات الانتقام الجماعي . ولكن وبغض النظر عن النوايا المهم هو قدرتهم علي ضمان عدم حدوث ذلك في المستقبل . فليس كل جماعات الثوار تحت قيادتهم وبدأت الجماعات التي تعتنق أجندة طائفية في التكاثر ونوايا الجماعات التي علي شاكلة القاعدة معروفة . ربما يكون عددهم قليل نسبيا ولكن وكما رأينا في العراق ربما يعوضون هذا النقص العددي بالتعصب الديني والوحشية . فعمليات الاعدام بدم بارد ل 20 من الجنود الموالين للنظام علي يد الثوار في 10 سبتمبر هي احدي الحالات المرتبطة بهذا الأمر . انها مسألة وقت قبل أن تبدأ عمليات الانتقام الطائفي . هذه شهادة علي حكمة القادة المحليين لأن هذا لم يحدث حتي الان.
*نظرا لاعتبارات الشئون الحالية للدولة فشلت احتمالات نجاح تقسيم سوريا ولو بشكل غير رسمي خلال الاسابيع القليلة الماضية . فلن يسمح لا للعلويين ولا الأكراد وهما الجماعتين المحتملتين لتبني هذا الاجراء بأن يخلدان الي الراحة بالأراضي التي يقتطعونها . ففي المناطق الساحلية تقوم المجتمعات السنية المحلية بتخزين الأسلحة للتصدي لأي عمليات للتطهير العرقي الذي حتما سيقع . ونظرا لقرب المسافات بين المجتمعات المختلفة وزيادة التوترات الطائفية لن يبقي موقفهم دفاعيا عندما تبدأ العملية في التكشف خصوصا في منطقة الحفة . الحقيقة وانا اكتب هذا التقرير هناك معركة مستعرة في أقصي الشمال من أجزاء في منطقة الحفة في وسط قرية برج كساب والمناطق المحيطة بها حيث يحاول الثوار الوصول الي البحر والتصدي لعمليات التطهير العرقي علي يد ميليشيات الاسد . هذه الخطوة أدت الي ترك سكان القري العلوية القريبة مساكنهم عندما تعرضت قريتهم للقصف لاول مرة منذ بداية الثورة . وان عاجلا أو اجلا ومع حظر التدخل الدولي الشامل سيتحول السنة العرب بدافع الانتقام الي قتال الشيعة وما زرعوه في درعا وحمص وحماة وحلب وادلب ودمشق ودير الزور سيحصدونه في اللازقية وطرطوس وجبلة .
*في المناطق الكردية ورد أن القبائل العربية تتسلح للدفاع عن "سلامة الدولة " . وتمكن الاكراد الذين هم ايضا يتسلحون من منع المواجهات عن طريق التحسب للخطوات التي يتخذونها والسعي لاقامة اتصالات مع بعض زعماء القبائل لتهدئة مخاوفهم ومعالجة مشكلاتهم . وهناك حاجة للقيام بالمزيد بهذا الخصوص لمنع أي صراع بين العرب والاكراد . وهناك تزايد في التنافس الداخلي بين الاكراد أنفسهم ويواصل الموالين احزب الاتحاد الديمقراطي تعزيز وجودهم علي الارض في محاولة لفرض السيطرة علي المدن زات الغالبية الكردية . ومما زاد الامور تعقيدا أن هناك زعماء وفصائل في حزب الاتحاد الديمقراطي يخدمون أجندة مختلفة . فالاكراد السوريين منهمكين في معاركهم الداخلية التي قد تستحيل الي صراع وحتي يتوصلوا الي اتفاق حقيقي فيما بينهم ويطبقوا هذا الاتفاق في مدينة أربيل يمكن اعتبارهم عاجزين عن القتال فيما يتعلق بالثورة رغم التعاطف الثوري للنشطاء الشباب الاكراد . وقد لعب الاكراد دورا قويا في الحركة الثورية في بدايات الثورة خاصة في حلب حيث كانوا يحملون الشعلة منذ فترة طويلة . لكن المشاركة الشاملة بشكل فاعل للاكراد في هذه الثورة مفتقدة في هذه المرحلة . وعدم قدرة جماعات المعارضة العربية والكردية علي الاتفاق علي برنامج مشترك مرتبط باستراتيجية خاصة بالاسد للتعامل مع المدن زات الغالبية الكردية مجتمعة لتحييد الدور الكردي من خلال جعل الزمن كفيل بتقيح التناقضات المذكورة أعلاه حتي تنفجر علي الساحة . وفي الواقع تعتبر مناطق الاغلبية الكردية خصوصا محافظة الحسكة براميل بارود تنتظر الانفجار . لكن الصراع في المناطق الكردية سيضر الثوار أكثر من الاسد نظرا لأن القبائل العربية في دير الزور والرقة والحسكة وحلب ستتورط في ذلك الصراع لتتشتت الانتباه عن قتال الاسد ومليشياته . ومع ضعف موقف الاسد في حلب واماكن اخري من المحتمل أن يثير عملاؤه المشاكل في مناطق الاغلبية الكردية .
*وتفيد التقارير أن انهيار القانون والنظام أصبح في كل مكان في سوريا وهو ما لا يثير الدهشة . ووردت تقارير أن النظام سرح كل المحكومين جنائيا وقادة الجهاديين من السجون . وتبدو هذه الخطوة جزءا من استراتيجية للتشجيع علي الفوضي وتشويه الثوار . والواقع أن هناك فرق أمنية خاصة تشكلت مهمتها السرقة والخطف والصاق التهمة علي الجيش السوري الحر . ومع ذلك توجد عصابات اجرامية حقيقية تعمل بشكل مستقل عن الحكومة . وهناك بعض من وحدات الجيش السوري الحر متورطة في خطف المشتبه بهم من الموالين للنظام ويحتجزونهم للحصول علي الفدية . وغالبا ما تكون الحاجة الي الاموال السائلة لشراء الاسلحة والامدادات هي المبرر. ومع ذلك الخيط الذي يفصل بين هذا والانشطة الاجرامية العادية يتضاءل بشده خصوصا في الوحدات القتالية الصغيرة ليدافعوا عن أنفسهم بما لديهم من الدعم القليل . لكن حلقات الخطف الاكبر حجما والاكثر تنظيما هي أجهزة الامن نفسها ومليشيات الاسد الذين يمولون انفسهم عن طريق خطف أفراد من العائلات المسيحية والسنية الثرية ويحتجزونهم بتهم ملفقة حتي تدفع عائلاتهم الدية . وحتي النشطاء المعروفين يمكن اطلاق سراحهم عندما يتم دفع الثمن المناسب للشخص المناسب .
الجبهة الالكترونية
أصبحت الحرب الالكترونية أكثر انتشارا وأكثر سعارا بهدف تشويه بعض نشطاء المعارضة داخل وخارج البلاد خصوصا أن المجتمع الدولي بدأ الان يعير اهتماما أكثر بهم . ومن خلال اختراق حساب سكايب الخاص بعبد الرزاق طلاس وهو واحد من المنشقين الاوائل وقائد لواء الفاروق النشط في حمص وحماة وتمكن المخترقين المناصرين للاسد من الحصول علي فيديوهات له وهو يمارس العادة السرية وهو يتحدث الي فتاة في أيام رمضان . وأثرت هذه الفضيحة بشدة علي مصداقية طلاس وأدت الي انشقاقات في مجموعته . وبينما تحول الولايات المتحدة استراتيجيتها من التواصل مع المجلس الوطني السوري الي محاولة التواصل وتقديم الدعم للنشطاء والثوار المحليين يمكننا أن نتوقع المزيد من هذه الاحداث في المستقبل . وربما يتوج هذا الاتجاه بعمليات اغتيال تستهدف نشطاء شباب بعينهم وحتي أولئك الذين يعيشون في الخارج خصوصا في اسطنبول حيث يتكاثر جواسيس النظام . الان وقد أدرك العالم أخيرا من هم الأبطال الحقيقيين لهذه الثورة وبدأ التواصل معهم من الطبيعي أن يبزل النظام قصاري جهده لاعاقتهم .