بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 فبراير 2013

رد علي المقال السابق في الواشنطون بوست بخصوص تشكيل ايران وحزب الله ميليشيات مسلحة في حالة سقوط الاسد

مقال الواشنطون بوست حول تشكيل ايران وحزب الله شبكات مسلحة داخل سوريا في حالة سقوط بشار الاسد هو بكل تأكيد مقال يخطف الابصار . وهو مقال يوحي أيضا علي دهاء الايرانيين عندما يحاولون توظيف المواقف التي تواجههم في المنطقة علي أفضل وجه .

كان من المفترض أن تتحول الثورة علي الاسد الي حلم يتحقق لهؤلاء الذين يرون ايران مصدر كل المشاكل في الشرق الاوسط . فلو تفككت سوريا فلن تقوي الجمهورية الاسلامية علي الوقوف امام المطالب الغربية . والان وبعد مرور عامين علي المأساة السورية - التي أشعل فتيلها الحاح جميع الاطراف التي تتمني أن تحول طموحات الشعب نحو الديمقراطية الي حرب بالوكالة - يخبرنا المسؤلين الامريكيين أن لدي ايران خطة بعيدة الامد لحماية مصالحها في سوريا في حالة سقوط الاسد وتفكك سوريا الي جيوب عرقية وطائفية .

كيف نتأكد من ذلك ؟ حسب " مسؤل بارز في ادارة اوباما " يمكننا أن نجد الدليل في كلمات الايرانيين انفسهم . بالطبع . وقال المسؤل مستشهدا " بالمزاعم الايرانية أن ايران تدعم ما يزيد علي 50000 من رجال الميليشيات المسلحة في سوريا . انها عملية كبيرة ويبدو الغرض الحالي منها هو مسساندة نظام بشار الاسد ولكن من الاهمية بمكان لايران أن يكون لها قوات في سوريا تثق فيها وتعتمد عليها .  " واتفق احد المسؤلين العرب ان استراتيجية ايران لها مسارين : "احدهما هو دعم الاسد حتي النهاية والاخر هو تهيئة الساحة لتخريب كبير في حالة سقوطه " .

من الطبيعي أن اشعر بالخداع فكيف لمسؤل ايراني أن "يزعم" أن طهران تنشئ قوة عدادها يفوق ال 50000 من المسلحين في سوريا ولا نري الخبر ينشر علي الصفحات الاولي للصحف في ايران (أو اذاعة ال بي بي سي بالفارسية أو صوت امريكا بالفارسية او راديو فاردا ) . لذلك بدأت في البحث (وباستطاعة أي شخص ان يبحث في جوجل باللغة الفارسية ) ولم أجد هذا البيان في أي مكان . ليس لأنه لا يوجد أي اشارة الي الجيش الشعبي فهناك بالطبع اشارات قليلة الي الجيش الشعبي كونه ميليشيا شعبيه وأنه منذ انشاء هذا الجيش الشعبي كان قادرا علي الاشتباك والتصدي لقوات الثوار .

 أحد الاشخاص الذي أطلقوا عليه " خبير سياسي في الحرس الثوري الاسلامي في محافظة سمنان " بلغ به الحد أن يقول أن الاسد ربما قرر أن يستخدم "نموزج" الميليشيا الشعبية الايرانية - الباسيج - في سوريا . وأنهي اللقاء الذي اجرته معه وكالة مير للاخبار في شهر اغسطس الماضي قائلا أن علي الجمهورية الاسلامية أن تنقل خبراتها مع الباسيج - التي كما قال كانت أنجع الوسائل في القتال في الحرب مع العراق في الثمانينات- وبالتالي تتمكن الحكومة السورية من "التخلص من الشرك الذي وضعته لها القوي العظمي " . ويري أن نموزج الباسيج لم يلقي نجاحا في كل الاماكن التي طبق فيها ولكن يمكن تجربته للاستفادة من الطاقة الشعبية .

وأخبر " خبير اخر في الشئون السياسية " وكالة انباء الطلبة الايرانيين خلال لقاء في معرض الكتاب دون كل الاماكن أن الباسيج يصلح "نموذجا للجيش الشعبي
ثم وجدت كلمات مباشرة من قائد الحرس الثوري الايراني  خلال مؤتمر صحفي عقده في شهر سبتمبر ردا علي سؤال بخصوص تورط ايران في سوريا حيث صرح أولا بوضوح أن عملية اتخاذ القرار داخل حزب الله والعلاقات مع سوريا هي شأن يخص حزب الله وحده ولا علاقة لايران به . وقال "سواء قرروا الوقوف مع سوريا أو لم يقرروا فهذا شأنهم " . وثانيا أن طهران تجري تقييما حول ما اذا كانت دمشق ستكون بحاجة الي دعم خارجي من أجل أمنها نظرا لوجود قوات شعبية تعدادها " 50000 والمعروفة باسم الجيش الشعبي " الي جانب الجيش السوري .

ومن الواضح أن خلط هذه التصريحات المختلفة لقي استحسانا لدي وزارة المالية لدرجة أنها اصدرت بيانا قالت فيه أن " قائد الحرس الثوري الايراني " قال أن الجيش الشعبي هو" تطبيق لنموزج الباسيج الايراني " الذي وصفته أنه قوة شبه عسكرية تخضع للحرس الثوري الايراني الذي كان متورطا في عمليات القمع العنيفة وانتهاكات حقوق الانسان التي وقعت في ايران خلال الانتخابات الرئاسية الايرانية في 2009 .

تلك كانت كل الادلة التي جمعت لاعطاء صورة عن جهود ايران لتشكيل شبكات من الميليشيات في سوريا . وبقية المقال عبارة عن تحليل نظري لما يمكن أن يحل بسوريا حال سقوط الاسد . وعلي كل حال فان كل من كارين ديونج و وجوبي واريك يريدون منا أن نعرف الاتي : " ايران لها تاريخ من الاستفادة من الفوضي من دون حتي فرض سيطرتها علي الحكومة التي تتولي السلطة ظاهريا . وحزب الله نشأ من الحرب الاهلية اللبنانية في السبعينيات عندما استغلت ايران معاناة السكان الشيعة في لبنان وهو نفس الاسلوب الذي اتبعته في العراق خلال الفوضي التي سادت عقب الغزو الامريكي .

ولو وضعنا جانبا الخطأ الفاضح بارجاع صعود حزب الله الي الحرب اللبنانية في السبعينيات دون ذكر غزو اسرائيل للبنان واحتلالها في 1982 (الثورة الايرانية كانت في 1979 ) وأن جزور الجيش الشعبي ترجع الي ما قبل الانتفاضة الثورية



  http://www.lobelog.com/wapo-on-iran-in-syria-the-lens-reflects-a-mirror/


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق