بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأربعاء، 13 فبراير 2013

رد علي المقال السابق في الواشنطون بوست بخصوص تشكيل ايران وحزب الله ميليشيات مسلحة في حالة سقوط الاسد

مقال الواشنطون بوست حول تشكيل ايران وحزب الله شبكات مسلحة داخل سوريا في حالة سقوط بشار الاسد هو بكل تأكيد مقال يخطف الابصار . وهو مقال يوحي أيضا علي دهاء الايرانيين عندما يحاولون توظيف المواقف التي تواجههم في المنطقة علي أفضل وجه .

كان من المفترض أن تتحول الثورة علي الاسد الي حلم يتحقق لهؤلاء الذين يرون ايران مصدر كل المشاكل في الشرق الاوسط . فلو تفككت سوريا فلن تقوي الجمهورية الاسلامية علي الوقوف امام المطالب الغربية . والان وبعد مرور عامين علي المأساة السورية - التي أشعل فتيلها الحاح جميع الاطراف التي تتمني أن تحول طموحات الشعب نحو الديمقراطية الي حرب بالوكالة - يخبرنا المسؤلين الامريكيين أن لدي ايران خطة بعيدة الامد لحماية مصالحها في سوريا في حالة سقوط الاسد وتفكك سوريا الي جيوب عرقية وطائفية .

كيف نتأكد من ذلك ؟ حسب " مسؤل بارز في ادارة اوباما " يمكننا أن نجد الدليل في كلمات الايرانيين انفسهم . بالطبع . وقال المسؤل مستشهدا " بالمزاعم الايرانية أن ايران تدعم ما يزيد علي 50000 من رجال الميليشيات المسلحة في سوريا . انها عملية كبيرة ويبدو الغرض الحالي منها هو مسساندة نظام بشار الاسد ولكن من الاهمية بمكان لايران أن يكون لها قوات في سوريا تثق فيها وتعتمد عليها .  " واتفق احد المسؤلين العرب ان استراتيجية ايران لها مسارين : "احدهما هو دعم الاسد حتي النهاية والاخر هو تهيئة الساحة لتخريب كبير في حالة سقوطه " .

من الطبيعي أن اشعر بالخداع فكيف لمسؤل ايراني أن "يزعم" أن طهران تنشئ قوة عدادها يفوق ال 50000 من المسلحين في سوريا ولا نري الخبر ينشر علي الصفحات الاولي للصحف في ايران (أو اذاعة ال بي بي سي بالفارسية أو صوت امريكا بالفارسية او راديو فاردا ) . لذلك بدأت في البحث (وباستطاعة أي شخص ان يبحث في جوجل باللغة الفارسية ) ولم أجد هذا البيان في أي مكان . ليس لأنه لا يوجد أي اشارة الي الجيش الشعبي فهناك بالطبع اشارات قليلة الي الجيش الشعبي كونه ميليشيا شعبيه وأنه منذ انشاء هذا الجيش الشعبي كان قادرا علي الاشتباك والتصدي لقوات الثوار .

 أحد الاشخاص الذي أطلقوا عليه " خبير سياسي في الحرس الثوري الاسلامي في محافظة سمنان " بلغ به الحد أن يقول أن الاسد ربما قرر أن يستخدم "نموزج" الميليشيا الشعبية الايرانية - الباسيج - في سوريا . وأنهي اللقاء الذي اجرته معه وكالة مير للاخبار في شهر اغسطس الماضي قائلا أن علي الجمهورية الاسلامية أن تنقل خبراتها مع الباسيج - التي كما قال كانت أنجع الوسائل في القتال في الحرب مع العراق في الثمانينات- وبالتالي تتمكن الحكومة السورية من "التخلص من الشرك الذي وضعته لها القوي العظمي " . ويري أن نموزج الباسيج لم يلقي نجاحا في كل الاماكن التي طبق فيها ولكن يمكن تجربته للاستفادة من الطاقة الشعبية .

وأخبر " خبير اخر في الشئون السياسية " وكالة انباء الطلبة الايرانيين خلال لقاء في معرض الكتاب دون كل الاماكن أن الباسيج يصلح "نموذجا للجيش الشعبي
ثم وجدت كلمات مباشرة من قائد الحرس الثوري الايراني  خلال مؤتمر صحفي عقده في شهر سبتمبر ردا علي سؤال بخصوص تورط ايران في سوريا حيث صرح أولا بوضوح أن عملية اتخاذ القرار داخل حزب الله والعلاقات مع سوريا هي شأن يخص حزب الله وحده ولا علاقة لايران به . وقال "سواء قرروا الوقوف مع سوريا أو لم يقرروا فهذا شأنهم " . وثانيا أن طهران تجري تقييما حول ما اذا كانت دمشق ستكون بحاجة الي دعم خارجي من أجل أمنها نظرا لوجود قوات شعبية تعدادها " 50000 والمعروفة باسم الجيش الشعبي " الي جانب الجيش السوري .

ومن الواضح أن خلط هذه التصريحات المختلفة لقي استحسانا لدي وزارة المالية لدرجة أنها اصدرت بيانا قالت فيه أن " قائد الحرس الثوري الايراني " قال أن الجيش الشعبي هو" تطبيق لنموزج الباسيج الايراني " الذي وصفته أنه قوة شبه عسكرية تخضع للحرس الثوري الايراني الذي كان متورطا في عمليات القمع العنيفة وانتهاكات حقوق الانسان التي وقعت في ايران خلال الانتخابات الرئاسية الايرانية في 2009 .

تلك كانت كل الادلة التي جمعت لاعطاء صورة عن جهود ايران لتشكيل شبكات من الميليشيات في سوريا . وبقية المقال عبارة عن تحليل نظري لما يمكن أن يحل بسوريا حال سقوط الاسد . وعلي كل حال فان كل من كارين ديونج و وجوبي واريك يريدون منا أن نعرف الاتي : " ايران لها تاريخ من الاستفادة من الفوضي من دون حتي فرض سيطرتها علي الحكومة التي تتولي السلطة ظاهريا . وحزب الله نشأ من الحرب الاهلية اللبنانية في السبعينيات عندما استغلت ايران معاناة السكان الشيعة في لبنان وهو نفس الاسلوب الذي اتبعته في العراق خلال الفوضي التي سادت عقب الغزو الامريكي .

ولو وضعنا جانبا الخطأ الفاضح بارجاع صعود حزب الله الي الحرب اللبنانية في السبعينيات دون ذكر غزو اسرائيل للبنان واحتلالها في 1982 (الثورة الايرانية كانت في 1979 ) وأن جزور الجيش الشعبي ترجع الي ما قبل الانتفاضة الثورية



  http://www.lobelog.com/wapo-on-iran-in-syria-the-lens-reflects-a-mirror/


ايران وحزب اله تشكل ميليشيات مسلحة في سوريا تحسبا لسقوط الاسد






ايران وحزب الله وكيها في ايران تشكان شبكات مسلحة داخل سوريا للحفاظ علي مالحها وحمايتها في حالة سقوط نظام الاسد أو في حالة أجبر علي الانسحاب من دمشق , حسب ما ذكر مسؤلين في الولايات المتحدة والشرق الاوسط .

هذه الميليشيات تقاتل بجانب قوات الحكومة السورية للاحتفاظ بالاسد في السلطة . لكن المسؤلين ذكروا أن هدف ايران البعيد هو أن يكون لها قوات محل ثقة في سوريا في حالة تفتت الدولة الي جيوب عرقية وطائفية .واستشهد أحد المسؤلين البارزين في ادارة اوباما بالمزاعم الايرانية أن طهران تدعم 50000 من رجال الميليشيات في سوريا . وقال المسؤل : " انها عملية كبيرة يبدو الغرض الحالي منها هو مساندة النظام السوري ولكن من الأهمية بمكان لايران أن يكون لها قوات في سوريا يمكن أن يثقوا بها ويعتمدون عليها " .

واتفق احد المسؤلين العرب البارزين مع هذ الرأي قائلا أن استراتيجية ايران تتمثل في محورين : " أحدهما مساندة الاسد حتي النهاية والاخر هو تهيئة الساحة لتخريب كبير في حالة سقوطه ." .

وتحدث المسؤلين بشرط عدم ذكر اسمائهم لمناقشة الشئون المخاباراتية .

ان تقسيم سوريا حسب الخطوط العرقية والطائفية والدينية يشكل قلقا كبيرا للحكومات المجاورة وللادارة الامريكية مع اقتراب الحرب الاهلية من عامها الثالث دون وجود مؤشر لحل سياسي او نصر عسكري سواء للاسد أو للثوار . 

قوات الثوار التي جاءت في معظمها من المناطق ذات الاغلبية السنية لم تتوحد ويوجد بها اختلافات عرقية ودينية وسكانية وسياسية واقتصادية . وتتزايد سلطة المسلحين الاسلاميين بمن فيهم الكثيرين القادمين من الدول الاخري الذين لهم علاقات مع القاعدة .

القوميين الاكراد لديهم ميليشياتهم الخاصة حيث يسيطرون علي مناطق واسعة من الجزء الشمالي الشرقي للبلاد واجزاء من حلب . ويشغلهم الحصول علي الحكم الذاتي أكثر من التحالف مع أيا من طرفي النزاع . غالبية الاقلية المسيجية انحازت للاسد خشية من نتائج انتصار الاسلاميين . الدروز الذين يبلغ عددهم حوالي 70000 وهم طائفة من طوائف الشيعة يميلون بشكل متزايد الي الثوار .

ورغم الجهود الامريكية لاقناع اعضاء في الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد أن من مصلحتهم التخلي عنه الا أن مساندة العلويين له لا تزال راسخة الي حد بعيد .

 كل فصيل داخل سوريا له من يدعمه خارج سوريا .

قال بول سالم مدير مركز الشرق الاوسط لمعهد كارنجي للسلام الدولي ومقره بيروت : " سوريا تتفكك فيها أساسات الدولة بما يشبه الطريقة التي تفككت فيها لبنان في السبعينيات الي مكونات عرقية وكما حدث في العراق . ستكون هناك صعوبة بالغة في  في اعادة تجميع سوريا كأمة واحدة " .

وقال سالم :" نحن ننظر الي مكان أصبح نوعا ما منطقة أو حيزا يطلق عليه سوريا ويوجد به قوي مختلفة "

ايران لها تاريخ من الاستفادة من الفوضي دون حتي أن تسيطر علي الحكومة الموجودة ظاهريا في السلطة . فقد نشأ حزب الله بعد الحرب الاهلية اللبنانية في السبعينيات عندما تمكنت ايران من استغلال معاناة السكان الشيعة وهو الاسلوب الذي اتبعته في العراق أثناء الفوضي التي حلت بالعراق عقب الغزو الامريكي .

مصلحة ايران في الاحتفاظ بقاعدة عسكرية في سوريا يكشف جزئيا لماذا تواصل الحكومة الايرانية التي تعاني من ضائقة مالية ضخ الموارد المالية بسخاء علي جماعات مثل الجيش الشعبي الذي هو عبارة عن تحالف بين الشيعة المحليين وميليشيات العلويين التي تتلقي الاسلحة والاموال من ايران  حسب ما ذكر مسئولين في الشرق الاوسط والولايات المتحدة الامريكية الذين عكفوا علي دراسة هذا التنظيم . هذه الجماعات تتلقي تدريبات عسكرية علي يد ضباط من حزب الله والحرس الثوري الايراني .

ورغم أن هذه الجماعات تشكلت ظاهريا لدعم الجيش - بعيدا عن الشبيحة التابعين لنظام أو وحدات "الشبح" التي عرف عنها قيامها بعمليات قتل انتقامية للمشتبه في تعاطفهم مع الثوار  - الا أنها في غالبيتها تعتبر قوة قتالية طائفية يشرف عليها قادة عسكريين من ايران وحزب الله .

قا ديفيد كوهين وكيل المخابرات للشئون المالية والارهاب في وزارة المالية : " الجيش هو في الاساس عبارة عن مشروع مشترك بين ايران وحزب الله . ونظرا للقيود المفروضة علي الموارد الايرانية في الوقت الحالي اصبح جليا أن هذه الجماعة تمثل جماعة هامة تعمل بالوكالة عنهم . "

وقد قالت وزارة المالية عندما فرضت العقوبات التي كانت بمثابة لطمة لتلك الميليشيات أن ايران قدمت لهم " أموالا بشكل روتيني تبلغ ملايين الدولارات "

وذكر بيان وزارة المالية أن قائد الحرس الثوري الايراني قال أن الجيش" تشكل علي نموذج جيش الباسيج الايراني " الذي وصفته أنه قوة شبه عسكرية تخضع للحرس الثوري الايراني الذي تورط بشدة في عمليات القمع العنيفة والعديد من انتهاكات حقوق الانسان الخطيرة التي ارتكبت في ايران منذ الانتخابات الرئاسية الايرانية شهر يونيو في 2009 "

في حالة انقسمت سوريا سيضم حلفاء سوريا الطبيعيين الشيعة والعلويين المتمركزين في المحافظات القريبة من حدود سوريا مع لبنان في مدينة اللازقية التي تمثل ميناءا رئيسيا لسوريا . ويقول المحللون أنه في ظل أكثر السيناريوهات احتمالا سيسعي فلول الاسد - معه أو بدونه - الي اقامة جيب ساحلي تكون له علاقات وثيقة بطهران وسيعتمد علي الايرانيين لينجو بنفسه ويساعد ايران في الاحتفاظ بعلاقتها بحزب الله وبالتالي يظل حزب الله يمارس ضغوطه علي اسرائيل .

وقال خبراء أن ايران لا يعنيها كثيرا بقاء الاسد في السلطة ولكن يعنيها أكثر الاحتفاظ بنفوزها وقوتها ونقل محاور نفوزها الي داخل سوريا . وطالما تمكنت ايران احكام سيطرتها علي المطار والميناء البحري أصبح بامكانها ايضا الاحتفاظ بطريق الامدادات الذي يسيطر عليه حزب الله داخل لبنان ويواصل حزب الله التلاعب بالسياسة اللبنانية .

وقال سالم أن الاحتفاظ بمنطقة مدعومة ايرانيا كان يمثل دائما " الخطة ب أو الخطة ج " بالنسبة لمن يساندون النظام بحماس شديد . " لو فشل كل شيئ وخسروا يكونوا قد تجهزوا للمنطقة الحصينة ويمكنهم حمل كل شيئ معهم حتي لو خسروا دمشق " .

وقال :" هذا ليس بالضرورة ما يرغبون فيه . فهم يرغبون بالاحتفاظ بكل شيئ " . لكن السيناريو الأسوأ هو أن ينتقل النظام بكامله الي الشمال الغربي وهم لا يزالون يملكون أقوي وحدة مسلحة داخل سوريا بها الكثير من البنية الحالية " .

عبر وزير الخارجية الامريكي جون كيري الذي تولي منصبه حديثا أثناء جلسة تولي منصبه في مجلس الشيوخ عن قلق الادارة الامريكية من احتمال تفكك سوريا قائلا أن " أحد السيناريوهات التي يتحدث عنها الجميع وهو أن ينقسم الشعب ونشهد تفككا ولا أحد يعلم الي اين سيقودنا ذلك "

وقال كيري  :" تلك هي المخاطر . أعني تلك هي المخاطر التي تواجهنا في العالم الجديد الذي نتعامل معه ولا أحد يستطيع أن يجلس هنا ويخبرنا كيف ستنتهي "

وفي اجتماع مغلق في مجلس الامن الاسبوع الماضي قال مبعوث الجامعة العربية والامم المتحدة لسوريا الاخضر الابراهيمي أن هناك " خطرين كبيرين يمثلان قلقا شديدا للمجتمع الدولي "
" الاول هو تحول سوريا الي ساحة للقوي الاقليمية المتنافسة وللحكومات والفاعلين الغير تابعين لدولة معينة . وهذه العملية تسير علي قدم وساق . " ويقول أن الخطر الثاني يتمثل في " اتساع رقعة الحرب الاهلية في سوريا لتصبح حرب شاملة تشمل المنطقة بكاملها "

واشنطون بوست

http://www.washingtonpost.com/world/national-security/iran-hezbollah-build-militia-networks-in-syria-in-event-that-assad-falls-officials-say/2013/02/10/257a41c8-720a-11e2-ac36-3d8d9dcaa2e2_story.html



زعيم المعارضة السورية يعرض اجراء محادثات مع ممثلين عن الاسد

                                                    معاز الخطيب رئيس المجلس الوطني السوري المعارض


قال معاذ الخطيب  زعيم المجلس الوطني السوري يوم الاحد الماضي  أنه عازم علي عقد محادثات مع ممثلين عن الرئيس السوري حافظ الاسد في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في شمال سوريا في محاولة لانهاء الصراع الذي قتل فيه 60000 سوري .

وقال الخطيب  في بيان له علي صفحته علي الفيس بوك أن الهدف من المحادثات هو ايجاد طريقة  لابعاد الاسد عن السلطة ب " حد أدني من سفك الدماء والخراب "  .
وقالت مصادر في الائتلاف الذي يمثل مظلة لمجموعة من القوي السياسية للمعارضة أن الخطيب ,أحد مشايخ دمشق المعتدلين , التقي المبعوث الدولي لسوريا الأخضر الابراهيمي في القاهرة يوم الاحد .وقد لعب الابراهيمي دورا رئسيسا في ترتيب الاجتماعات بين الخطيب ووزراء خارجية روسيا وايران , الداعمين الرئيسيين للأسد , في ميونيخ الاسبوع الماضي .
وقالت المصادر أن الرجلين تناولا خلال المحادثات مسألة هل سيوافق الائتلاف رسميا علي مبادرة السلام التي طرحها الخطيب .
الاخوان المسلمين الذين يسيطرون علي كتلة كبيرة داخل الائتلاف الذي يهيمن عليه الاسلاميين يعارضون المبادرة . لكن الاخوان المسلمين التي تمثل القوة الوحيدة المنظمة داخل المعارضة لن تعارض مبادرة الخطيب مباشرة لأن المبادرة تلقي شعبية داخل سوريا حسب ما ذكرت المصادر .
السلطات السورية لم تستجيب مباشرة لمبادرة الخطيب - التي وضع صياغتها بشكل مفصل الشهر الماضي .
لكن وزير الاعلام عمران الزعبي كرر موقف الحكومة أن المعارضة تم الترحيب بها لتأتي لدمشق وتناقش مستقبل سوريا بما يتماشي مع مقترحات الاسد لاجراء الحوار الوطني .
ترأس الخطيب المجلس الوطني منذ انشاؤه في ديسمبر الماضي في قطر بدعم غربي وخليجي . وقام بهدوء بتشكي أتباع من الطلبة وعلاقات مع شخصيات مدنية ودينية في كل أنحاء سوريا

رويترز

http://www.reuters.com/article/2013/02/11/us-syria-crisis-offer-idUSBRE9190BI20130211
                                                      

الخميس، 17 يناير 2013

منشق عن الجيش السوري يحكي قصة هروبه



كان الضابط في الجيش السوري يتجول لمدة خمسة شهور يحمل كارت الميموري المحمل عليه صور الاسرة في جيب زيه العسكري ينتظر الفرصة للانشقاق عن الجيش وحين حانت اللحظة في اواخر شهر ديسمبر ذهب العميد محمد حسون الي منزله في حلب لتناول وجبة الغداء وهي الفترة القصيرة الوحيدة أثناء النهار التي عرف حينها أن رجال المخابرات لا يتعقبونه محاولين وقف موجة الانشقاقات التي اجتاحت الجيش السوري .

وفي لقائه معنا حكي حسون أنه رأي عائلته علي عجل وارتدي معطفا قديما ونظارة شمس واستقل حافلة عامة وبعد عشرة أيام عاد لينضم الي زوجته وأبنائه الثلاثة في تركيا وترك خلفه حياة مرفهة ولكنه غير اسف علي تركه المؤسسة التي خدم فيها 31 عاما .

وقال حسون ,49 عاما, وقد بدت هيئته كهيئة رجل أعمال وهو يرتدي بدلته السوداء : “كنت اعتقد أن الجيش أنشئ بغرض محاربة الاعداء وليس استهداف المدنيين . “
ويدل تزايد أعداد المنشقين من كبار ضباط الجيش والمخابرات والشرطة أن الحملة الهمجية التي تقوم بها الحكومة لاخماد الثورة التي مر عليها 22 شهرا بضعت تضعف الروح المعنوية لكبار أعضاء النخبة في المجتمع السوري .
وبالرغم من بقاء بعض الضباط داخل سوريا وقتالهم بجانب ثوار الجيش السوري الحر أقامت الحكومة السورية مخيما منفصلا للضباط المنشقين . ولم تذكر الحكومة اعداد الضباط اللاجئين داخل المخيم أو في منازل خاصة في أنحاء تركيا .
لم يتم السماح للصحفيين بالدخول للمخيم الذي فرضت عليه حراسة مشددة فيصعب تقدير هل الانشقاقات تعكس تنامي الاستياء من مجريات الحرب التي حسب تقديرات الامم المتحدة قتل فيها أكثر من 60 الف سوري أن ادراكا جليا أن الثوار سيدحرون القوات النظامية .
قلة من السوريين يعتقدون أن الحرب ستنتهي في القريب العاجل قبل أن يموت المزيد من السوريين فرغم ما لحق الجيش من ضعف لا يزال يشكل بقوة هائلة بكل المقاييس .
وقال حسون الذي كان يقوم بتدريس الهندسة لحوالي ألف طالب من طلاب الاكاديمية العسكرية في حلب أثناء اللقاء معه في احدي مقاهي أنتاكية :  “أعتقد أن الامر سيستغرق اكثر من 6 شهور فجيش النظام قوي ومدرب بشكل جيد وبه طائرات مقاتلة ودبابات . “ .

وقال حسون أنه وهو في طريقه الي تركيا التقي بمقاتلي الجيش السوري الحر مسلحين بأسلحة خفيفة . وقال : “في استطاعة النظام أن يقتل في غارة جوية واحدة أكثر من عديد من هجمات الجيش السوري الحر . “
ورغم أن قرار انشقاق حسون كان قرارا فرديا الا أن هراره هذا وما انطوي عليه من مخاطر ساعد في تفسير سبب امتناع المزيد من الضباط من أن  يحزو حزوه .
قال حسون أنه قضي فترة شبابه في الجيش وأنه انضم الي أكاديمية حلب وعمره 18 عاما .
وقال أنه كان يشعر بالتفاؤل في سنة 2000 عندما أصبح الاسد رئيسا فقد كان حسون يحزوه الامل أن يدخل ابن الرئيس السابق حافظ الاسد اصلاحات في المجتمع والجيش .
الثورة السورية زعزعت بقوة ضباط الجيش . كان يتم اطلاق النار علي المحتجين ويتم القاء القبض عليهم وكان أخيه ضمن المقبوض عليهم ولم يتم ابلاغه بالخبر الا بعد فترة طويلة .
 وقال حسون : “لم يكن لديهم ثقة في كضابط ولم أعلم بأمر سجنه الا بعد ثلاثة شهور “ .
كان أكبر أبناء حسون الطالب الجامعي قد انضم الي المحتجين . عاد الابن الي المنزل ذات يوم وقميصه ملطخ بالدماء من جراح زميل له من المحتجين وطلب من أمه ألا تخبر أباه وعلم حسون بالأمر عندما وصلت العائلة الي تركيا .
وقال أنه ظل يفكر أن استهداف المدنيين سيتوقف وأنه سيسامح نفسه لأنه كان مشاركا في جيش يلقي بالقنابل علي المدنيين .
ولكن الاوضاع ساءت فقد قام الجيش بالهجوم علي حلب .
قال حسون : “كنت أقف هناك أراقب من بعيد الطائرات تقصف القري ولأنني جندي وضابط في الجيش لم يكن هذا ما تدربنا عليه . “
وخلال السنوات التي قضاها حسون في حلب تعرف حسون علي كثيرين ممن شاركوا في الثورة وقال أنه لم يعتبرهم  “ارهابيين “ كما تصفهم الحكومة .
وقال حسون أنه كان يعلم أن قراره في الهروب من سوريا محفوف بالمخاطر وعندما سألناه ماذا كان سيحدث لو تم اكتشاف خطته قام حسون بحركة الذبح وضرب بيده اليمني علي الطاولة بقوة وقال أنه بعد أن انشق بعض ضباط الجيش تم القاء القبض علي أفراد من أعضاء عائلاتهم الممتدة .
وقال : “هذا هو السبب الرئيسي في امتناع المزيد من الضباط عن الانشقاق . “
وقال حسون أنه يسمح للضباط الذهاب لمنازلهم لتناول الغداء ويمكنهم حمل الخبز لأسرهم في مدينة تفتقر الي السلع الاساسية . وهذه هي الفترة الوحيدة في اليوم التي لا يتم مراقبة تحركاته خلالها . واثناء وجوده في المنزل في هذا اليوم من ايام شهر ديسمبر تخفي في هيئة رجل  عجوز واطمئن الي رحيل اسرته عن المدينة .
ومع اقتراب عيد ميلاده الخمسين حياة حسون يسودها عدم اليقين فهو لا يعرف هل منزله لا يزال موجود في مكانه أو متي يعود الي سوريا أو ماذا سيكون مصيره لو تم استبدال الحكومة . لكنه يعرف شيئا واحدا : أنه فخور ب ال 31 عاما التي قضاها في الجيش السوري .
وقال :   “لم أكن أخدم الحكومة بل كنت أخدم وطني وضميري مرتاح . “ .

 http://www.washingtonpost.com/world/middle_east/syrian-defections-suggest-military-morale-being-drained/2013/01/11/3bac819a-5748-11e2-8b9e-dd8773594efc_story_1.html
.