بحث هذه المدونة الإلكترونية

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

اكراد سوريا: حروب اهلية داخل حرب اهلية








المعارضة السورية بحاجة الى ان تكون اكثر تمثيلا وشمولا, كما يقول المسئولون الامريكيون الواعين بمخاطر الحرب الاهلية الطائفية. الا ان حجم التحدى فى خلق معارضة تجزب اليها الاقليات الاثنية والدينية احيانا يثير الخوف من الثورة أكثر من الخوف من النظام كما تبين فى الاسبوع الماضى من الااشتباكات فى حلب بين وحدات من الجيش السورى الحر واحدي الميليشيات الكردية المحلية.
 
 
اندلعت الاحتجاجات ضد الثوار يوم الجمعة الماضى فى عدة مدن ذات  اغلبية كردية في جميع انحاء سورية بعد الاشاعات التي (ثبت كذبها فيما بعد) أن نوجين ديريك أحد قيادات ميليشيا وحدات الدفاع الشعبي الكردي  ypg فى حلب, وأعدمها الثوار بعد تسليم جثث قتلي الجيش السوري الحر الذين قتلوا خلال اشتباك مع مجموعتها.اندلعت اشتباكات فى 26 اكتوبر فى حلب بضاحية الاشرفية بين وحدات الدفاع الشعبي الكردي والجيش السوري الحر  بعد دخول حوالى 200 من الثوار المعارضين للاسد  منطقة كردية فى سياق معركة السيطرة على المدينة.وذكرت القيادات الكردية ان انتشار الجيش الحر انتهاك للاتفاق غير المكتوب مع المتمردين أن يبقوا خارج المناطق الكردية. عندما سكان ضاحية الاشرفية بمسيرة احتجاجية نحو مواقع المتمردين قوبلوا بوابل من الرصاص - وفقا لما ذكره صالح مسلم من حزب الاتحاد الديمقراطى (pyd) التى يقال أن ميليشيا ديريك تابعة لها. و باطلاق النار على المحتجين لم يترك المتمردين للميليشيات الكردية "أي خيار سوى بالرد على الجيش السوري الحر" . واضاف مسلم "قتلوا بعضا منهم واسروا اخرين والقوا باخرين خارج المنطقة." ولقي حوالى 30 شخصا حتفهم فى القتال.
 
 
بالرغم من استمرار الهجمات الانتقامية وعمليات الاختطاف الانتقاميّة فى الايام التى تلت تلك الاحداث , كان قادة الجانبين يحاولون نزع فتيل التوتر.  واتفق الجانبان نهاية الاسبوع الماضى  على وقف الاعمال العدائية وتبادل كافة الاسرى ومن بينهم ديريك. ولا يزال الكثيرون يخشون من اندلاع التوترات بين المتمردين و الاكراد وتجدد القتال مما يعزز الانقسام الطائفى الأمر الذي يعوق جهود الثوار  للسيطرة علي حلب - وكل هذا يساعد على بقاء نظام الاسد فى السلطة.
 
 
ومع أن  الاكراد  يعارضون الاسد الا أن الكثيرين منهم , ولا سيما حزب الاتحاد الديمقراطي pyd, ينظرون للمتمردين الاسلاميين علي أنهم بلطجية بالنيابة عن تركيا المجاورة لكي تسيطر تركيا على سوريا ما بعد الاسد . من ناحية اخرى, يشعر  كثير من المتمردين  بالاستياء من حزب الاتحاد الديمقراطي و انصاره  المسلحين لبقائهم بعيدين عن الحرب ضد الاسد, ويتهمونه بأن حزب الاتحاد الديمقراطي مخلب للنظام.ويتهمونه  ايضا أنه واجهة لحزب العمال الكردستانى (pkk), وهي الجماعة التي قضت العقود الثلاثة الماضية تشن تمردا دمويا ضد الدولة التركية. (يصف الاتحاد الاوربي وامريكا حزب العمال الكردستانى أنه مجموعة ارهابية   , وكانت تتلقى مساعدات مادية من السوريين في الثمانينات والتسعينيات .) وتضاعفت  الشبهات منذ يوليو الماضى عندما انسحبت القوات السورية من عدة مناطق تسكنها غالبية كردية فى شمال البلاد لتسمح لميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي بقيادة السيطرة على الامور -وهو ما اذعج  تركيا كثيرا .
 
 
يؤكد مسلم أنه حتى  لو كان حزب الاتحاد الديمقراطي اختلق الخلافات مع المتمردين, فانه يظل تركزه على تعزيز مكاسبه بدلا من الانضمام الى الهجوم على الاسد. وقال "كنا دائما مع الثورة, لكن لنا استراتيجية خاصة بنا".وأضاف  "نحن لا نريد ان نكون جزءا من القتال. نحن ندافع عن شعبنا من القوات الحكومية والجماعات المسلحة الاخرى فى المنطقة".
 
 
اصرار حزب الاتحاد الديمقراطي بالتزام الحياد فى الحرب بين الاسد والمتمردين يقودها اجندة سياسية تحدد المصالح الكردية المستقلة عن التمرد.فأكراد سوريا  البالغ عددهم 2 مليون وهم من عانوا طويلا لن يستفيدوا شيئا من التحالف مع المعارضة العربية التي تتجاهل المطالب الكردية بالحكم الذاتى,و يشرح مسلم قائلا . "مع من يجب ان اكون لمحاربة النظام؟ ". وأضاف : "الجيش السورى الذى تؤيده تركيا التى تقتل الاكراد او القاعدة التى تدمر كل شئ فى سوريا, او اجزاء اخرى من الجيش السوري الحر؟"
 
 
ومما زاد الامور تعقيدا في  المناطق الكردية من سوريا التوترات بين حزب الاتحاد الديمقراطي و الفصائل الكردية المتناحرة . فصحيفة رودو rudaw, الكردية فى شمال العراق نقلت مؤخرا عن زعيم  حزب الاتحاد الديمقراطي قوله ان اعضاء في التحالف الكردستانى المنافس - المجلس الوطنى الكردستانى (knc) - قاتلوا الى جانب الجيش السوري الحر ضد ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي بضاحية الاشرفية. وتشير تقارير اخرى انه  ما لا يقل عن بعض من مقاتلي الجيش السوري الحر كانوا جزءا من اللواء صلاح الدين أيوبي، وهي أحد الجماعات الكردية المقاتلة تحت لواء الجيش الحر. مما أدي الي توجيه تحذيرات من حزب الاتحاد الديمقراطي ان المجلس الوطني الكردستاني knc وفرقتهم سيحاسبون عن دورهم فى الاشتباكات.
 
 
نظريا على الاقل تم التوفيق بين الفصائل الكردية السورية المنافسة فى يوليو عندما اقام الزعيم الكردى العراقى مسعود بارزانى اتفاق بين حزب الاتحاد الديمقراطي والاحزاب  التي يتكون منها المجلس الوطني الكردستاني . الاتفاق الذى يهدف الى الابقاء على قوات النظام والجيش السوري الحر خارج المناطق ذات الاغلبية الكردية, كان مهددا بالتقويض قبل فترة طويلة من اشتباكات الاسبوع الماضى . "كانت هناك ثلاثة اهداف لهذه المعاهدة " قال عبد الحكيم بشار رئيس المجلس الوطني الكردستاني, تخبر من شمال العراق. "احداث قطيعة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والنظام السورى, ومنع وقوع  حرب بين الاكراد بعضهم البعض  ومنع القتال مع الشعب العربى " لكن حزب الاتحاد الديمقراطي  "لم يحترم هذه المعاهدة".
 
 
 الانقسام بين الاكراد  هو علي الاساليب أكثر منه علي الاهداف, لان الاكراد السوريين عموما يدعمون مطلبهم بالحكم الذاتى.وحزب الاتحاد الديمقراطي متهم  أنه لا يتسامح مع المعارضين الاختلاف ومستعد لاستخدام العنف لاسكات منتقديها. وخصومهم يعترفون أنهم يخشون حزب الاتحاد الديمقراطي أكثر من النظام السورى. كثيرين منهم, يعتبرون  برزانى رئيس حكومة كردستان الاقليمية (krg) فى العراق هو الزعيم الكردى الوحيد  القادرعلى تحدى النفوز المتزايد لحزب الاتحاد الديمقراطي .
 
وفى وقت سابق من هذا الصيف أعترف بارزانى بان حكومته قامت بتدريب الاكراد الهاربين من جيش الاسد ابالغ عددهم 3,000 . ووفقا فلاح مصطفى, رئيس ادارة العلاقات الخارجية krg هذه الوحدات جاهزة للانتشار "فى حالة انهيار النظام, او المؤسسات, او فى حالة الفوضى", لكنه يضيف "ليس لديهم أي تية للهجوم أو احداث مشاكل ومسؤليتهم الوحيدة ستكون حماية الشعب والمرافق من مباني عامة ومجاري ومدارس ومستشفيات ”
 
اذا استمرت التوترات بين حزب الاتحاد الديمقراطي, وخصومه الاكراد في التزايد باستمرار فقد يدخل المقاتلين الذين تدربوا فى العراق ليتورطوا فى قتال ضد زملائهم الاكراد السوريين. وحسب رئيس المجلس الوطني الكردستاني بشار "اذا شعرنا انه من الضرورة بمكان العودة الى مناطقهم  للدفاع عن انفسهم من اى شخص يبحث عن المشاكل واذا رفض حزب الاتحاد الديمقراطي , وسيكون مسؤولا عن الصراع الذى ياتى".
 
اذا كان التوفيق بين الكردى والكردي صعب, فان التوفيق بين العرب والاكراد قد يكون اصعب. فالمعارضة العربية مازالت تعارض احتمال الحكم الذاتى للاكراد فى سوريا ما بعد الاسد . الاكراد, فى هذه الاثناء, وبعد الاستقلال الجزئى قد استشعروا لاول مرة منذ اجيال,لن يسمحوا باعادة أي جزء منها.
 
 

 
 http://world.time.com/2012/11/05/syrias-kurds-civil-wars-within-a-civil-war/#ixzz2BPBxJuu3
 
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق