الدول الداعمة للثوار توقف تسليمهم الاسلحة حتي تتوحد الفصائل المتصارعة
علمت صحيفة الاندبندنت أن مخازن الاسلحة التي تضم صواريخ مضادة للطائرات وصواريخ مضادة للدبابات والمحتجزة في تركيا ليستخدمها الثوار في الحرب الاهلية في سوريا تم ايقاف توزيعها بسبب تشتت ووجود خلافات بين الجماعات المقاتلة المختلفة .
وفي نقاشات رفيعة المستوي أخبر الموردون القطريين والاتراك ممثلي المعارضة أنه لن يتم تسليم الاسلحة الثقيلة حتي تتوافق الفصائل المختلفة علي شكل من أشكال هيكل قيادة موحد .
بعد 18 شهرا من القتال ومقتل حوالي 30000 شخص اقتنع الثوار أن زمن التفاوض علي انهاء الصراع قد انتهي . لكنهم أضطروا الي الانسحاب من بعض المناطق بسببعمليات الهجوم الجوي والدبابات والمدافع . وفي الوقت نفسه لم يواجه النظام نقصا يذكر في الامدادات حيث يزعم المسؤلين الامريكيين أن امدادات يومية بالطائرات تصل الي سوريا يوميا من ايران حليفة بشار الاسد .
تمت أول محاولة لانشاء شبكة امدادات للاسلحة في العاصمة التركية أنقرا في اوائل شهر أغسطس . كان ممثلي المعارضة يسعون للحصول علي الاسلحة من أجل حلب حيث كانت تتقدم قوات النظام لاستعادة مناطق سيطرعليها الثوار . ووفقا للذين كانوا متواجدين اقتصر دور الاتراك في تقديم التسهيلات بينما كان القطريين يتحكمون في تدفق المواد . ويقال أن كلا من قطر وتركيا أكدتا علي ممثلي المعارضة أن الثوار المتواجدين في المدن الرئيسية بداية من حلب عليها تشكيل مجالس عسكرية متماسكة يليها تنسيق خطط عملياتية .
قال أحد منظمي امدادات الاسلحة وأجهزة الاتصالات الأتراك : "بدلا من وضع خطط عملياتية وما هو مطلوب لتنفيذها كانت تقدم لنا قوائم التسوق من أفراد في الكتائب . ولو أعطيت كتيبة تغضب الكتيبة الاخري وتسأل لماذا يتم استبعادها . " .
كانت هناك مزاعم يتم تداولها أثناء الثورة السورية أن هناك عدد من دول الخليج خصوصا قطر والسعودية كانت تنقل الاسلحة والاموال الي الجماعات الاسلامية المتشددة وتفضلهم علي الفصائل الاكثر اعتدالا وتشعر الجماعات المسلحة المعتدلة بالخطر المتزايد من بروز الجماعات المتطرفة التي تضم أعداد كبيرة من المقاتلين الاجانب في صفوفها . وتزامن وجودهم مع زيادة الاعتداءات علي الاقليات . فقد حدثت زيادة ملحوظة في الاعتداء علي الكنائس وفرار اللاجئيسن المسيحيين عبر الحدود .
وقيل أن سبب طلب القطريين تشكيل مجالس عسكرية هو ضمان التوزيع العادل للاسلحة . وأكدوا أيضا علي الحاجة الي عودة الاسلحة الثقيلة عندما تنتهي العمليات القتالية .
وقال أحد زعماء المعارضة الذي قدم لنا اسمه الحركي أبو محسن و الذي كان حاضرا في النقاشات : "لقد أوضحوا أننا بحاجة الي تنظيم أنفسنا وتقديم خطط مناسبة . القطريين ينتابهم شعور بالقلق لأنهم لم يحصلوا علي الكثير مقابل ما أعطوه لليبيين ولا يريدون أن يتكرر ذلك في سوريا . لقد قال القطريين أن الامريكيين يشعرون بقلق شديد من تكرار ذلك مرة اخري . ."
وحتي هذه اللحظة لم يقوم الثوار بانشاء هذا التنظيم الذي يطالب به القطريين والاتراك .
قال أبو محسن : ." حاولنا تشكيل المجالس العسكرية كما طلبوا منا ولكن توجد صعوبات . هناك كثير من الناس نصبوا أنفسهم قادة ولا يريدون التخلي عن السلطة . ." .
كان أحد أسباب فشل تشكيل قيادة موحدة في حلب هو رفض اثنين من قادة جماعات الثورة - الحاج مرعي وأبو جمعة - التخلي عن سلطتهم . وحرض الاثنان وأتباعهم لواءات الثوار الاخري علي عدم الانضمام لتلك المجالس حتي يقع هجوم من النظام بحيث تكون هناك ضرورة حتمية لذلك .
التعاون بين الكتائب في حلب محدود حتي أثناء أكثر المعارك ضراوة . وبخاصة كتيبة جبهة النصرة الاسلامية المرتبطة بالقاعدة هي واحدة من الكتائب التي ترفض التعاون. وقد اختفي أبو محمد الشامي العبسي أحد الاعضاء البارزين في جبهة النصرة في اوائل هذا الشهر .وبعدها بأيام تم اكتشاف جثته في مدينة سمادا بالقرب من الحدود التركيةمع بعض رفاقه من الثوار الذين يعتقد أنهم هم المسؤلين عن اعدامه .
جماعة السيد العبسي اتهمت كتسبة الفاروق في حمص بقتله . وأنكرت الجماعة التي كانت تصرح علنا معارضتها لأي مشاركة لتنظيم القاعدة في الثورة مسؤليتها عن الحادث . ولكن أحد ضباطها عمار محمد عبد الله أكد علي الاتي : " نحن نقاتل من أجل أن تصبح سوريا حرة وديمقراطية يشارك فيها كل افراد الشعب مسلمين ومسيحيين . وواضح أنه لا يمكننا العمل مع هؤلاء الذين يريدون أن يفرضوا علينا (رؤيتهم ) للدولة الاسلامية ويخالفون من يختلف معهم . "
http://www.independent.co.uk/news/world/middle-east/syrian-rebels-backers-block-arms-cache-until-bickering-factions-unite-8191522.html
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق