مجدل شمس ,هضبة الجولان - انه وقت الغداء حيث يعج مطعم شوفي صلاح الواقع في ضواحي المدينة الصغيرة في هضبة الجولان بالزبائن .
يعتبر الغالبية العظمي من سكان الجولان أنفسهم سوريين رغم احتلال اسرائيل وضمها للجولان في حرب 1967 - لكن هذا قد يتغير
بعد أن فرغ صلاح من تحضير وجبات الخبز الساخن المحشو بالسلطة الطازجة والحمص والفلافل قال أن الكثير من الناس هنا أصبحوا مواطنين اسرائيليين وهناك المزيد ممن يوكلون محامين للقيام بالشيئ نفسه .
وقال " الناس هنا قلقين بشأن ماذا سيحدث في سوريا ويريدون الديمقراطية لأنفسهم ." .
اسرائيل كانت تسيطر علي الجولان منذ حرب 1967 . وكان سكان الجولان يرفضون الحكم الاسرائيلي منذ عقود ولكن بدأ الكثيرون يعيدون النظر في ذلك بعد أن شاهدوا نظام بشار الاسد يزبح 30000 سوري لكي يبقي في السلطة .
وتقول وزارة الداخلية الاسرائيلية أنها تشهد صعودا في اعداد سكان الجولان المتقدمين بطلب الحصول علي الجنسية الاسرائيلية . ونظرا لأن اسرائيل وسوريا من الناحية التقنية في حالة حرب يخشي البعض أن يعتبر خائنا لو حصل علي الجنسية الاسرائيلية .
" الناس هنا اما لديهم أقارب داخل سوريا أو يخشون لو عادت الجولان الي السيادة السورية في النهاية سيتعرضون للملاحقات لو حصلوا علي الجنسية الاسرائيلية . " كما أوضح صلاح الذي يخشي من الخوض في المزيد في هذا الموضوع .
هذه القرية الزراعية الهادئة تتناقض تناقضا صارخا مع الصور الدموية التي من الشمال هنا .
مجدل شمس والجولان بكاملها في مأمن من أحداث العنف في الشمال بسبب الوجود الاسرائيلي . فهنا يوجد عدد كبير من القواعد العسكرية الاسرائيلية وتطل علي مواقع في الجولان منعت القوات السورية من العودة للمنطقة منذ 35 عاما .
الامم المتحدة تعتبر الوجود الاسرائيلي احتلالا غير شرعي لكن اسرائيل تري أن لها الحق في الاحتفاظ بالمنطقة لأسباب أمنية وتقدمت في السابق بعروض باعادة الجولان مقابل السلام .
في سنة 1981 وضعت اسرائيل الجولان تحت ادارتها المدنية الوطنية . وادارة المدارس والبنية التحتية هناك تحت الادارة الاسرائيلية .
الكثير من السكان هنا خدموا في الجيش السوري ومعظمهم يحتفظ بولاءه لدمشق . لكن ال 20000 من سكان مجدل شمس ومسعدة وعين كينيا منقسمين حول استمرارهم في دعم سوريا والاسد ودعمهم لجماعات المعارضة السورية .
" عندما بدأت الثورة في سوريا ورأينا كيف يتعامل النظام مع شعبه , شعرنا بالصدمة ." قال باسل رضا , 19 عاما .
باسل لا يصدق أن فظائع الاسد تدفع بالناس نحو اسرائيل .
" هذا لن يغير شعورنا نحو اسرائيل " قال باسل مضيفا أنه رغم أن الاسد قتل عشرات الالاف من السوريين منذ مارس 2011 اسرائيل قتلت 500 خلال ال 40 عاما الماضية .
سكان الجولان ليسوا من المسلمين السنة ولا من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الاسد . بل هم من الدروز وهي طائفة من المسلمين تجمع بين شعائر الدين المسيحي واليهودي .
هناك مجتمعات درزية أخري في اسرائيل حصل سكانها علي الجنسية الاسرائيلية الكاملة ويخدمون في القوات المسلحة الاسرائيلية . والدروز في الجولان لهم حق الاقامة الدائمة في اسرائيل ويتوجب عليهم حمل الوثائق المؤقتة عند السفر .
وتقول سابين حداد المتحدثة الرسمية لهيئة الهجرة والسكان التابعة لوزارة الداخلية أن اسرائيل تحاول أن تبت في طلبات الحصول علي الجنسية الاسرائيلية ورفضت اعطاء الارقام الحقيقية لعدد المتقدمين من الدروز في الجولان للحصول علي الجنسية .
مغربي طبيب الاسنان والموسيقي وناقد لبشار الاسد لا يصدق هذا .
يقول مغربي " سمعت الناس يتحدثون أن هناك بعض ممن تقدموا للحصول علي الجنسية الاسرائيلية ولكنني لم أري دليلا علي ذلك . " ورغم حديث الناس عن حملة الاسد . " هذا لا يعني أننا سنقبل فجأة بالاحتلال الاسرائيلي للجولان . " .
وقال محمد روميا عامل البناء الذي يقف علي مسافة ليست بالبعيدة عن خليط من الصور الجدارية للشعارات المساندة والمعارضة لبشار الاسد أنه سمع عن عدد من الناس تقدموا بطلب الحصول علي الجنسية الاسرائيلية ولكنه قال أن هذه الطلبات لها علاقة بالحاجة أكثر منها بالرغبة .
قال روميا : " نحن هنا لنا حق الاقامة الدائمة ولا نستطيع الحصول علي جوازات سفر . " .
وقال أنه سيحتفظ بولائه للاسد علي الدوام وفخور بتراثه السوري . " الناس تريد أن تسافر والحصول علي الجنسية الاسرائيلية يسهل الامور عليهم . " .
ويقول سليمان الماقت الذي يدعم بشار الاسد أنه قضي أكثر من عقدين في السجون الاسرائيلية لرفضه أن يقطع صلاته بسوريا . ويقول أن الحديث عن طلبات الجنسية الاسرائلية هي مجرد " دعاية " .
ويقول : " الناس هنا لا يرغبون أن يكونوا جزءا من اسرائيل وفي النهاية كلنا عائدون الي سوريا . " .
http://www.blogger.com/blogger.g?blogID=4383075841951417300#editor/target=post;postID=4288390670137103357
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق