ومن المبني المتهالك المكون من 4 غلاف والذي كان يوما ما محطة ضخ للوقود تابعة للحكومة السورية يرأس رازان تركماني الشاب الوسيم الذي يحمل بندقية كلاشنكوف قوة من الدهماء مكونة من 140 من المتطوعين المحليين . وقد شرح لنا خططه لفتح أكاديمية لتدريب المتطوعين في غضون هذا الشهر .
يقول : “ هذا موقف طارئ فعلينا أن نتحرك بسرعة . نحن نعمل من أجل الحصول لي الاستقلال الذاتي وادارة أنفسنا ..علينا أن نستعد لسقوط النظام . .”
الأكراد الذين يبلغ عددهم 1.7 مليون تقريبا ويمثلون خوالي 10 % من السكان هم الجماعة الوحيدة التي لها تاريخ في المعارضة المنظمة ضد نظام بشار الاسد ورغم أن العديد من المدن الكردية شهدت الكثير من المظاهرات المعارضة للنظام خلال ال 18 شهرا من الانتفاضة فقد امتنعوا عن الانضمام للمعارضة المسلحة .
ومع تطور أحداث الانتفاضة كان الاكراد - المتمركزين بشكل كبير في شمال شرق البلاد التي تحوي جزءا لا بأس به من احتياطيات البترول المحدودة ولكنها حيوية - يتجهزون في صمت للمستقبل في مرحلة ما بعد الاسد ففتحوا مقارا للشرطة ومحاكم ومجالس محلية علي أمل تشكيل الأساسات لمنطقة الحكم الذاتي .
ويعطي تكاثر الاعلام الكردية التي علقت حديثا واللافتات المكتوب عليها باللغة الام في محافظة الحسكة انطباعا بالتحرر بعد سنوات من حكم حزب البعث الذي صادر الاراضي في المنطقة الكردية وقمع أي تعبير عن الهوية الكردية وحبس الالاف من النشطاء الاكراد خصوصا بعد أعمال الشغب التي رجت المناطق الكردية في سنة 2004 .
لكن الجهود الساعية الي الوصول للحكم الذاتي تتم بينما تحتفظ قوات النظام بوجودها في الكثير من مدن وبلدات المنطقة و علي ما يبدو يتغاضون عما كانوا يعدونه في السابق تهديدا لسلطتهم .
ويشير السيد تركماني الي مبني يبعد حوالي مئات الامتار حيث يرفرف علم الدولة السورية .
يقول : “ هذا مركز شرطة بشار . انهم يلعبون الكوتشينة . ليس لديهم ما يفعلونه . ”
ربما يكون تقاعس الدولة خطوة استراتيجية لتجنب فتح جبهة جديدة للصراع أو كما يردد الكثيرين في المعارضة السورية اتنشيط الحركة الانفصالية الكردية في تركيا ليزعج تركيا لأنها تقدم الدعم للجيش السوري الحر .
تركيا التي كانت صديقة لنظام الاسد والان هي من أشد خصومه في الخارج عبرت عن قلقها من هيمنة حزب الاتحاد الديمقراطي المعروف بارتباطه الوثيق بحزب العمال الكردستاني علي المؤسسات الجديدة في المنطقة . ويصنف الاتحاد الاوربي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني كمنظمة ارهابية وصعدت الجماعات المسلحة في الحزب في شرق تركيا في الشهور الاخيرة .
تزايدت التوترات علي طول الحدود التركية السورية في الاسابيع الاخيرة .يوم الثلاثاء قال مسؤل حكومي تركي من محافظة مردين التركية أن القوات التركية اطلقت النار وقتلت اثنين من الارهابيين وجرحت ثالثا أثناء تبادل اطلاق النار علي مسلحين الذين كانوا يحاولون دخول البلاد .
ذكر رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان لوكالة الانباء الفرنسية أن الثلاثة رجال كانوا أعضاء في حزب الاتحاد الديمقراطي .
تطل صور عبد الله أوجالان زعيم حزب العمال الكردستاني من علي جدران مباني المجالس المحلية التي أفتتحت منذ فترة قريبة في مدينة غيرجليج حيث يصطف المواطنين لاستلام الهبات القادمة من العراق أو التحكيم في النزاعات المخلية .
“ كل الاكراد يعتبرونه بطلا . “ قال دهام علي عضو أحد اللجان في مجلس الشعب الذي أفتتح منذ فترة قريبة في مدينة ديريك الواقعة أسفل الجبال علي الحدود التركية ومسح أسماء السوريين الذين ماتوا أثناء مقاومة الاتراك .
تقول الاحزاب المنافسة أن الحزب ينقصه الدعم الكافي ويتهمون حزب الاتحاد الديمقراطي بالعمل بالتعاون مع نظام الاسد وهي التهمة التي ينكرها الحزب .
“ لا يمكننا تقبيل اليد التي تقتلنا “ يقول صالح مسلم محمد زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي مضيفا أن المئات من اعضاء الحزب لا يزالون في سجون النظام .
ومع ترسخ المؤسسات الجديدة أصلحت الهيمنة السياسية لحزب الاتحاد الديمقراطي تسبب مشاكل علي الارض .
“ مدرسة أوجالان تستخدم القمع والدعاية لجعل الشباب يحملون السلاح والقتال . “ قال محمد اسماعيل زعيم الحزب الديمقراطي الكردي . توجد صورة له في لقاء مع رئيس كردستان العراق مسعود برزاني الذي يساند بعض منافسي حزب الاتحاد الديمقراطي موضوعة علي الرف خلفه . ويقول : “ برزاني لم يستخدم الارهاب أبدا ولم يفجر مطعما . “ .
وأثناء حديث السيد اسماعيل جاءته مكالمة هاتفية قال بعدها أن أحد النشطاء من حزبه ألقي حزب الاتحاد الديمقراطي القبض عليه اثناء احدي المظاهرات .
يقول : “ هذا يحدث . يأخذون الناس فيختفون لأيام قليلة .قد يطلقون سراحهم وقد لا يفعلون . “.
أحزاب المعارضة تقوم بمظاهرات منفصلة ضد النظام في الوقت الحالي والبعض يعبر عن قلقه من أن يتحول الاحتكاك الي صراع .
وفي نفس الوقت يبدو أن حزب الاتخاد الديمقراطي هو الذي يسيطر علي الامور .
في احدي المسيرات الشبابية للحزب في ديريك أثار المتحدث الجماهير برسالة من السيد أوجالان الي الشعب الكردي والتي قال أنها أعطيت الي أحد المحامين في زيارة له مؤخرا في السجن .
ونقل عن أوجالان قوله : “ لا تكونوا مع الاسد ولا مع المعارضة بل يجب أن تكونوا مع القوة الثالثة في سوريا ..عليكم أن تجهزوا 15000 جنديا لحماية المناطق الكردية .لو لم تتبنوا هذه الاستراتيجية فستسحقوا ...كل شاب تركي عليه أن يجهز نفسه وينضم اليهم لحماية وطننا . “ .
http://www.ft.com/intl/cms/s/0/707b7fa8-0bf2-11e2-8e06-00144feabdc0.html#axzz28IYbMIgq
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق