بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 27 أكتوبر 2012

الشيعة العراقيين تتجهز لمواجهة العنف وسط مخاوف من سوريا

                                                   ضريح السيدة زينب في دمشق




بغداد -تزداد مخاوف شيعة العراق من استهداف مقدساتهم في سوريا المجاورة حيث أخذت الحرب الأهلية هناك طابعا طائفيا على نحو متزايد، وتتجهز الميليشيات التي تدعمها إيران تحسبا لأعمال العنف في كلا البلدين، وفقا لقادة الشيعة ومسؤولين في الحكومة .

تتمحور مخاوف العراقيين حول دور السنة المتشددين في سوريا بعد ترك الرئيس بشار الأسد للسلطة، وعلى ما يعتبرونه التهديدات المتزايدة لمجمع مسجد السيدة زينب خارج دمشق.

ويعتقد أن الضريح ذي القبة الذهبية يأوي قبر حفيدة النبي محمد (صلي اله عليه وسلم) وهي واحدة من أقدس الأماكن لدي الشيعة. ولحقت به أضرار في يونيو عندما قام انتحاري بتفجير عربة معبأة بالمتفجرات في مكان قريب، ومنذ ذلك الحين كان السنة المتشددين يهددون بتدميره .

الشيعة في العراق يراودهم العديد من ذكريات عام 2006 عندما تم تفجير مرقد الإمام العسكري في مدينة سامراء العراقية. وتم توجيه الاتهام لتنظيم القاعدة في العراق بالقيام مما أدي الي سنوات من  اراقة الدماء بين المتطرفين السنة والشيعة وحصدت الآلاف من القتلى العراقيين ودفعت البلاد الى شفا حرب أهلية.

وقال صالح الحيدري رئيس الوقف الشيعي في العراق "لدينا مخاوف حقيقية من أن تتكرر هجمات سامراء" في ضريح السيدة زينب،. "والانتقام قد يكون كبيرا وعنيفا جدا".

وتراجع العنف في العراق، حيث الأغلبية الشيعية صعدت الى السلطة بعد الاطاحة بنظام  صدام حسين الذي كان يهيمن عليه السنة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، بشكل كبير في السنوات الأخيرة. كانت هناك عدة هجمات كبيرة على اهداف شيعية ألقي باللوم فيها على المتمردين السنة، ولكن  الميليشيات الشيعية لم ترد بالقوة حتى الآن .

المسؤولون العراقيون يخشون من تحول في ميزان القوى في سوريا قد يغير ذلك.

وقال مسؤول في منظمة بدر، وهي كتلة الشيعية المحافظين التي هي جزء من الائتلاف العراقي الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي، أن الجماعات الشيعية المسلحة قد اكتسبت أسلحة جديدة متطورة وثقيلة ويستعدون للقيام بردة فعل عنيفة إذا تم ضرب ضريح السيدة زينب . وتحدث المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب مخاوف أمنية.

قال أحد المسلحين الشيعة الذي وصف نفسه بأنه عضو في ميليشيا الشيخ المعادي للولايات المتحدة الشيخ مقتدي الصدر المسمي جيش المهدي أن نحو 200 مقاتلا عراقيا الذين تم استخلاصهم من صفوف الميليشيات الشيعية المختلفة، بما في ذلك أهل عصائب الحق وكتائب حزب الله، شقوا طريقهم إلى سوريا من أجل حماية المقدسات هناك.

ويعتقد أيضا أن ميليشيا حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران أرسلت مقاتلين لمساعدة نظام الأسد، الذي يهيمن عليه العلويون، وهم فرع من المذهب الشيعي.

وقال أحد أعضاء الميليشيا البالغ من العمر 42 سنة، و الذي أبي الا أن نسمية أبو زينب لأن جيش المهدي لم يعد من المفترض أن يشارك رسميا في الأنشطة العسكرية، أن ايران تدعم المقاتلين الذين يعتبرون الدفاع عن المقدسات واجب ديني. واضاف "انهم سعداء للقيام بذلك،" .

وقال أحد أعضاء الميليشيا أن ايران توفر الدعم اللوجستي والأسلحة الصغيرة للمقاتلين المتطوعين  لحراسة الضريح.

وكانت طهران تنفي دعمها لأعمال العنف في العراق ، على الرغم من ارتفاع لنفوذها منذ انسحبت القوات الامريكية في ديسمبر .

من الصعب للغاية التحقق بشكل مستقل من مزاعم العراقيين. فبعض المسؤولين يقللون من  شأن فكرة ارسال أعضاء من الميليشيات العراقية رسميا لحمل السلاح في سوريا في الأشهر الأخيرة، على الرغم من أنها ذكروا ان المقاتلين العراقيين الشيعة الذين استقروا بالقرب من ضريح السيدة زينب قبل الانتفاضة السورية قد بقيوا للدفاع عن الموقع.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن الحكومةتشعر بالقلق من استهداف العتبات الشيعية المقدسة في سوريا.

وقال"إن استهداف هذه الأضرحة شأنها أن تؤدي إلى اندلاع بركان الطائفية في المنطقة، وهذا سوف يشع حريقا طائفيا لن يتمكن أحد من اخماده. بالتأكيد، لدينا مخاوف كبيرة حول هذا الموضوع،" .

ويعترف اامسؤولون العراقيون أنه لا تزال هناك ميليشيات شيعية مسلحة تسليحا جيدا في العراق، على الرغم من الجهود المبذولة لنزع سلاحهم أو دمجهم في قوات الأمن التابعة للدولة.

وقدر مسؤول أمني عراقي كبير أن هناك 2000 إلى 3،000 من أعضاء الميليشيات المدربين تدريبا جيدا في العراق، وقال أنهم متاح لهم الوصول إلى مخابئ الأسلحة الثقيلة. وقال المسؤول، الذي رفض السماح باستخدام اسمه لأنه غير مصرح له بالادلاء  بمعلومات، أن استهداف المزارات الشيعية المحتملة في سورية لا يجازف فقط   باستفزاز الميليشيات وحدها، ولكن باستفزاز "كل المجتمع الشيعي."

ورغم المخاوف من تورط شيعة العراق في الحرب الأهلية في سوريا، يعتقد أن المقاتلين السنة المتحالفين مع تنظيم القاعدة فرع العراق  يتحركون ذهابا وإيابا عبر الحدود السورية لمساعدة المتمردين السنة للاطاحة بالأسد، وفقا لمسؤولين كبار في الأمن العراقي . وتقوم هذه المجموعة أيضا على إقامة معسكرات تدريب للمتمردين في الصحراء في غرب العراق، كما يقول المسؤولون.

"من الصعب جدا أن نتخيل سيناريو يمكن أن ينشأ على المدى الطويل في ظل هذا المأزق المستمر (في سوريا) والفصائل المختلفة في العراق لا تتدخل"، قال آرام نركيزيان، خبير شؤون الشرق الاوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن. "معظم المراقبين، وأنا منهم، لا يزالون يسعون لمعرفة من هم اللاعبون ".

الخوف على مصير الشيعة في سوريا وضريح زينب على وجه الخصوص واضح بين المؤمنين الشيعة في العراق.

يشير المؤمنين وقد بدا عليهم الانزعاج لتصريحات في مواقع الانترنت والقنوات الفضائية لمتشددين سنة من الخليج تدعو الى تدمير ضريح السيدة زينب .

وفي حين تمثل تلك التهديدات أقلية ووجهة نظر لبعض المتطرفين الا أنها تؤخذ على محمل الجد في شوارع العراق.

اغرورقت عيون الشيخ رشيد بالدموع عندما سئل عن الضريح السوري  في وقت سابق هذا الاسبوع.سمع الرجل البالغ من العمر 75-عاما، الذي يعمل صرافا ويدير عملا في حي الكاظمية الشيعية في بغداد، عن التهديدات للضريح من التجار الآخرين. وقال انه يؤيد تماما ارسال مقاتلين إلى سوريا.
ن ت
"بالطبع هذا أمر جيد. نحن نحب جميع الأضرحة"، قال وقد انفعل من فكرة تعرض الأماكن المقدسة للضرر. واضاف "انهم (المتطرفين السنة) جادين في هذه التهديدات. لقد فعلوا ذلك مرات عديدة من قبل."

http://www.deseretnews.com/article/765613740/Iraqi-Shiites-brace-for-violence-amid-Syria-fears.html?pg=3


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق