بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 28 أكتوبر 2012

الشيعة في العراق يذهبون الي سوريا

                                         جنود سوريين عند موقع انفجار السيارة الملغمة بجوار مسجد السيدة زينب



بغداد - خرج المسلحين السنة منذ شهور من العراق الى سوريا للقتال ضد الرئيس بشار الأسد . الآن ينضم شيعة العراق إلى المعركة بأعداد متزايدة، ولكن على الجانب الحكومي، زرع الصراع الطائفي  المتفجرة في العراق للحرب الأهلية التي يغذيها بشكل متزايد التناحر الطائفي.

بعض الشيعة العراقيين يسافرون في الأول الي طهران  حيث تنقلهم الحكومة الإيرانية، حليف سوريا الإقليمي الرئيسي ، إلى العاصمة السورية دمشق .البعض الاخر يستقل الحافلات من مدينة النجف الشيعية المقدسة في العراق  بحجة الحج الى مزار شيعي مهم في دمشق يتولي حمايته مسلحين عراقيين منذ عدة أشهر. في حين تحمل الحافلات الحجاج، يقول الزعماء الشيعة العراقيين أنها تنقل أيضا أسلحة وامدادات ومقاتلين لمساعدة الحكومة السورية.

"عشرات من العراقيين ينضمون إلينا، ونحن نعتقد بأن لواءنا يتزايد يوما بعد يوم"، قال أحمد الحسني، وهو مقاتل عراقي يبلغ 25 عاما من العمر ، في اتصال هاتفي من دمشق. قال إنه وصل إلى هناك قبل شهرين  في رحلة طيران من طهران.

شيعة العراق انضموا الي المقاتلين الشيعة من لبنان وإيران، مما يجعل سوريا  أقرب من أي وقت مضى إلى أن تصبح ساحة معركة إقليمية طائفية.

 لبنان التي وصل عدد اللاجئين السوريين فيها 100،000 لاجئ سوري كانت  علي حافة الحرب هذا الشهر عندما اغتيل رئيس الاستخبارات السني في أحد التفجيرات .ألقي العديد من اللبنانيين باللائمة على الحكومة السورية وحلفائها عن الهجوم. وتكافح الأردن، التي تؤوي أكثر من 180،000 لاجئ، لاحتواء أحداث العنف على حدودها، والتي أودت بحياة جندي اردني في معركة بالاسلحة النارية مع المتطرفين الاسبوع الماضي. و تركيا، التي تؤوي أكثر من 100،000 لاجئ،تبادلت اطلاق نيران المدفعية مع سوريا عندما أدي القصف السوري الي مقتل خمسة مدنيين بالقرب من الحدود في وقت مبكر من هذا الشهر.

الآن العراق لا زالت تعاني من المذابح الطائفية الخاصة بها وتورطت بصورة متزايدة في الحرب السورية.ويبدو أن إيران ذات الأغلبية الشيعية مثل العراق ستلعب دورا حاسما في تعبئة العراقيين.

وفقا لمقابلات مع قادة الشيعة هنا، يتلقي المتطوعين العراقيين هنا الأسلحة والإمدادات من الحكومتين السورية والإيرانية، وإيران تنظم رحلات سفر للعراقيين الذين يبدون استعدادهم للقتال في سوريا الي جانب الحكومة.

وضغطت إيران أيضا علي العراقيين لتنظيم لجان لتجنيد المقاتلين الشباب. وقد تم مؤخرا تشكيل هذه اللجان في قلب العراق الشيعية في الجنوب وفي محافظة ديالى، وهي محافظة مختلطة تقع في شمال بغداد .

شيعة العراق يرون الحرب السورية -حيث الأغلبية السنية تقف ضد الحكومة التي يهيمن عليها العلويون الذين هم  فرع من المذهب الشيعي - معركة من أجل مستقبل العقيدة الشيعية. ومما عزز من الصراع  الطائفي هو  تدفق المتطرفين السنة المتحالفين مع تنظيم القاعدة، الذين انضموا إلى القتال ضد الحكومة السورية كما فعلوا في العقد الأخير ضد الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة.

"سوريا الآن مفتوحة لجميع المقاتلين، و القاعدة تلعب على الأوتار الطائفية مما سيؤدي الي ردود أفعال من الشيعة، كما حصل في العراق"، قال إحسان الشمري، وهو محلل وأستاذ في كلية العلوم السياسية  في جامعة بغداد . "أكبر خوفي من الأزمة السورية هو تداعياتها علي  العراق، حيث لا يزال رماد العنف الطائفي  موجودا."

وقال أحد الشباب العراقي، علي حاتم، الذي كان يخطط للسفر إلى طهران ثم إلى دمشق أنه يري  الدعوة للقتال من أجل الأسد  جزء من "الواجب الديني."

قال أبو محمد، وهو مسؤول في محافظة بابل مع التيار الصدري وهو الحزب السياسي المتحالف مع الشيخ الشيعي  الشعبوي   مقتدى الصدر، انه تلقى مؤخرا دعوة من قيادة التيار الصدري "إلى اجتماع في النجف لمناقشة الحج إلى مزار السيدة زينب، وهو مكان مقدس للشيعة في دمشق.

وقال أبو محمد : "كنا نعرف أن هذا ليس هو الغرض الحقيقي لان الوضع غير مناسب لمثل هذه الزيارة،" .وأضاف :"عندما ذهبنا إلى النجف قالوا لنا انها دعوة للقتال في سوريا ضد السلفيين،" المتشددين من السنة المسلمين .

وقال مسؤول كبير في التيار الصدري وعضو سابق في البرلمان، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، أن قوافل من الحافلات من النجف، ظاهريا للحجاج، كانوا يحملون أسلحة ومقاتلين إلى دمشق.

وقد تكون ايران ، التي اتهمت بارسال اسلحة ومقاتلين الى سوريا، قد استغلت نفس الحيلة . فقد ألقي الثوار السوريين القبض على 48 من الإيرانيين في دمشق في شهر أغسطس، وقالت الحكومة الإيرانية أنهم كانوا من الحجاج، وأعرب عن غضبها من خطف  المتمردين لهم. ووفقا لمسؤولين في الاستخبارات الأمريكية،  بعض من الحجاج قد يكونوا  أعضاء في فيلق الحرس الثوري الإيراني .

ومع ذلك لا يميز المحاربين من أجل العقيدة دائما بين الحجاج والمقاتلين. ففي محافظة ديالى، التي لا تزال مرتعا للتمرد السني في العراق، يقول القادة الشيعة انهم يبحثون عن متطوعين ل"فوج القتال" للدفاع عن ضريح السيدة زينب ضد "أصحاب الفكر السلفي المتطرف المدعوم من دول الخليج"، وفقا لأبو علي العبد الموسوي، رئيس لجنة التوظيف. قال إن 70 رجلا من محافظة ديالى قد غادر مؤخرا للانضمام الى القتال في سوريا.

وقال أبو سجاد، الذي انتقل إلى دمشق في عام 2008 وانضمت للمعركة بعد أن بدأ التمرد ، انه ومقاتلين عراقيين آخرين كانوا يقاتلون في الواقع لحماية الضريح. وقال المقاتل السابق في جيش المهدي التابع لمقتدى الصدر في العراق، أن الحكومة السورية أمدته بالأسلحة والإمدادات .
لكن  تطور المعركة وبداية قتل وخطف  العراقيون ذكره  بالعراق التي غادرها، وهكذا عاد مؤخرا إلى منزله في البصرة.

"استطيع ان اقول ان الوضع سيصبح جنونيا في سوريا،" قال. واضاف "انها حرب طائفية، وهي أسوأ حتى من تلك التي كانت لدينا هنا  بين الميليشيات والأحزاب السياسية. في سوريا  كل الناس مشاركون. يمكنك أن تشعر الكراهية بين السنة والعلويين . وسوف يفعلون أي شيء للتخلص من بعضهم البعض. "

في البداية لم ينحاز الشيعة العراقيين لأي من الجانبين في سوريا. والكثيرمن الشيعة هنا يحتقرون السيد الأسد لانتمائه لحزب البعث، حزب صدام حسين، والدعم الذي أعطاه للمقاتلين الاجانب خلال الحرب في العراق.

ولكن عندما تحولت الانتفاضة الي تمردا مسلحا وبدأ يجتزب المتطرفين السنة، بدأ كثير من الشيعة يعتبرالحرب هناك حربا  وجودية. وغالبا ما يصف الشيعة الملتزمين في العراق  الصراع في سوريا على أنه بداية تحقيق النبوءة الشيعية التي تنذر بنهاية العالم من خلال التنبؤ بأن جيشا يقوده شخصية تشبه الشيطان اسمه السفياني، سوف يخرج من سوريا ثم يقهر شيعة العراق .

كان تفجير أحد المزارات  الهامة في سامراء في عام 2006 سببا في تصاعد الحرب الأهلية  الطائفية في العراق، ويري كثير من العراقيين  أن الأحداث في سوريا تكرارا لتاريخهم  الدموي الحديث ، ولكن عواقبها المحتملة أكبر

وقال حسن الربيعي، وهو رجل دين شيعي من بعقوبة، عاصمة محافظة ديالى، "إن تدمير ضريح السيدة زينب في سوريا سوف يعني بداية حرب اهلية طائفية في العراق وسوريا ولبنان والبحرين والمملكة العربية السعودية. "

http://www.nytimes.com/2012/10/28/world/middleeast/influx-of-iraqi-shiites-to-syria-widens-wars-scope.html?pagewanted=all#h[]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق